رهانات إستراتيجية وشراكة نموذجية، تعززها الزيارة الملكية التي يقوم بها صاحب االجلالة الملك محمد السادس لدولة الإمارات العربية المتحدة ابتداء من اليوم الإثنين4 دجنبر.
وفي هذا الصدد قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، إن الزيارة التي سيقوم بها صاحب الملك محمد السادس لدولة الإمارات العربية المتحدة ستساهم في توطيد العلاقة بين البلدين، لافتا إلى أن محورها سيكون اقتصاديا بشكل كبير.
حيث أبرز بنطلحة الدكالي أن العلاقة بين المغرب والإمارات “قوية وتاريخية، وتتطور وتتجدد باستمرار على كافة الأصعدة”، موضحا “التوافق الكبير بين البلدين على مستوى الرؤى والمواقف السياسية بشأن كثير من القضايا”.
وأضاف الخبير السياسي أن الزيارة الملكية “ستساهم في توطيد العلاقة بين البلدين، لأنه من المنتظر أن تتطرق إلى ملفات اقتصادية كبرى سيكون لها تأثير إيجابي على اقتصاد البلدين”.
مشيرا إلى العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، المغرب والإمارات، باعتبار أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت أول الدول المشاركة في المسيرة الخضراء، كما وتعد أول من فتح قنصلية في مدينة العيون بالصحراء المغربية تعبيرا عن الدعم اللامشروط لسيادة المغرب على صحرائه.
وومن مؤشرات التوافق بين البلدين، ذكر المتحدث أنه، في نوفمبر من عام 2020، أعلنت الإمارات عبر وزارة خارجيتها دعمها للتحرك العسكري الذي بدأته المملكة المغربية في معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا.
كما شدد الخبير السياسي أن المغرب يدعم موقف دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن احتلال إيران للجزر الثلاث؛ أبوموسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى.
أما على الصعيد الاقتصادي، تعتبر الإمارات شريكا استراتيجيا للمغرب، ويشهد على ذلك حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين، ويتميز بارتفاع مطرد بفضل تدفق الاستثمارات الإماراتية، وفق تعبير بنطلحة.
فضلا عن كون دولة الإمارات شريكا رائدا في الفرص الواعدة التي يوفرها المغرب، وأنها تتصدر المركز الأول من حيث حجم الاستثمارات العربية، مردفا أن البلدين معا يتطلعان إلى خلق شراكة استراتيجية أعمق للرفع من حجم الاستثمارات خلال السنوات المقبلة.
وفي معرض حديثه أشار الأستاذ الجامعي إلى التعاون المغربي والإماراتي في مجال التعاون الأمني والعسكري، وأنه يتعزز باستمرار من أجل مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.
ونذكلر أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يجري زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حسب ما أفادت به وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في بلاغ لها.
وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها بعد تولي محمد بن زايد رئاسة الدولة خلفا للشيخ الراحل خليفة بن زايد آل نهيان، الذي توفي في ماي من العام الماضي.