أدانت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، نهاية الاسبوع الماضي، منظما للهجرة غير الشرعية، وحكمت عليه بأربع سنوات سجنا نافذا، بعد متابعته في حالة اعتقال بتنظيم وتسهيل خروج أشخاص مغاربة بصفة سرية من التراب المغربي، وبصفة اعتيادية ومحاولة ذلك إلى جانب جنحة النصب.
وأوقف المتهم البالغ من العمر 48 سنة، مجاز في اللغة الفرنسية وآدابها، من ذوي السوابق في ميدان التهجير السري، ويقطن بمراكش، من قبل عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي للبئر الجديد، رفقة ثلاثة مرشحين كانوا على متن زورق مطاطي بمنطقة طماريس بتنسيق مع سرية الدرك الملكي بالبيضاء، بعد أن توصلت عناصر الدرك الملكي، بإخبارية تفيد بوجود مرشحين للهجرة السرية بتراب قيادة المهارزة الساحل بالبئر الجديد قرب الشاطئ، الأمر الذي استنفر عناصر الدرك التي عملت على إيقاف شخصين، وبعد محاصرتهما اعترفا أنهما كانا يستعدان للإبحار في انتظار استقرار الأحوال الجوية، وأن القارب المطاطي على متنه منظم الرحلة ومرافقه داخل البحر.
وتم العثور على براميل مملوءة بالبنزين ومعدات تستخدم في عمليات الهجرة السرية، قبل أن تتم مطاردة القارب المطاطي وإيقافه بشاطئ طماريس، واقتياد الموقوفين إلى مقر الدرك الملكي بالبئر الجديد. وبعد إشعار النيابة العامة ، أمرت بوضع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية، وخلال تعميق البحث مع المتهم الرئيسي منظم الرحلة، تبين أنه تسلم مبالغ مالية من لدن عدد من «الحراكة»، مضيفا أنه سبق له أن قام برحلات في اتجاه الضفة الأخرى.
وبعد إتمام البحث أحيل الموقوفون على الوكيل العام، وبعد استنطاقهم قرر إيداع المتهم الرئيسي السجن المحلي ومتابعته في حالة اعتقال وإحالته على غرفة الجنايات، فيما قرر الحفظ في حق الباقي لانعدام العنصر الجرمي، وخلال أطوار محاكمته اعترف المتهم أنه تسلم مبالغ مالية من لدن عدد من الشباب المنحدرين من ورزازات ووادي زم، مقابل تهجيرهم، مضيفا أنه لم تكن لديه النية في النصب على الضحايا، بعدما وعدهم وحدد لهم تاريخ الرحلة، لكن تقلب الأحوال الجوية، والتدخل المفاجئ لعناصر الدرك الملكي، حالا دون نجاح الرحلة إلى الضفة الأخرى، إذ سبق له التوجه إلى إسبانيا والمكوث بها قرابة ست سنوات، قبل أن يعود إلى المغرب ويعاود نشاطه من خلال تهجير الشباب عبر الهجرة غير الشرعية.