
رغم مرور أزيد من سنة على هدم المركز الصحي بمركز جماعة توندوت التابعة لإقليم ورزازات، لا تزال الساكنة تنتظر انطلاق أشغال إعادة البناء، في ظل استمرار معاناتها اليومية مع الولوج إلى الخدمات الصحية.
المركز الصحي، الذي كان يُعد نقطة ارتكاز مهمة لساكنة توندوت والمناطق المجاورة، تم هدمه بدعوى إعادة التهيئة والبناء وفق معايير جديدة، غير أن المشروع بقي حبيس الوعود، مما أدّى إلى فراغ صحي خلّف تبعات اجتماعية وإنسانية واضحة، خصوصًا في صفوف النساء الحوامل، المسنين، والمصابين بالأمراض المزمنة.
ورغم قيام المجلس الجماعي بتوفير مقر مؤقت لاستقبال المرضى، إلا أن هذا الحل لم يرقَ إلى مستوى الانتظارات، حيث لا يستجيب المقر الحالي لأدنى شروط السلامة الصحية، ولا يتوفر على تجهيزات كافية تضمن الرعاية الطبية الأساسية.
وزاد من حدة الوضع، ارتفاع تكلفة التنقل نحو المقر المؤقت، إذ يُضطر المواطنون إلى أداء نفس تعريفة النقل نحو مركز سكورة، رغم الفارق الكبير بين جودة الخدمات المقدمة في المرفق المؤقت وبين تلك المتوفرة في المؤسسات الصحية الرسمية.
وتساءل عدد من المواطنين في تصريحات متطابقة عن أسباب هذا التأخر غير المفهوم، مطالبين الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بالإسراع في إطلاق أشغال بناء مركز صحي يليق بكرامة المواطن، ويوفر خدمات القرب في ظروف إنسانية محترمة.
ويُسجل هذا التأخر في سياق عام يشهد فيه القطاع الصحي بإقليم ورزازات تحديات عدة، من ضمنها نقص في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية، ما يزيد من الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى المجاورة.
وفي انتظار أن تتحرك الجهات الوصية، يبقى المواطن البسيط هو المتضرر الأول، يدفع ثمن اللامبالاة بسلامته وصحته، في منطقة لا تطالب إلا بأبسط الحقوق: مركز صحي لائق، ونقل في متناول الجميع.