هشام الإمامي
لم تمر على الزيارة التي قام بها وزير الصحة إلى إقليم ورزازات أقل من أسبوعين، باحواشها و ورودها و برتوكولها الخاوي الوفاض، لم تمر أقل من أسبوعين على هذه الزيارة التفقدية للأوضاع الصحية بالإقليم لايجاد حلول واقعية و منطقية لها، فإذا بنا نتلقى خبرا مفجعا و أليما، خبرا جعلنا نتذكر بدون شعور الطفل “ريان”، لكن شتان بين الطفلين.. فهذا الطفل المدعو، قيد حياته التي قدرت له أن يعيش ثلاث سنوات منها في المغرب الغير النافع ب “جمال المرسلي”، كان يتمتع بصحة جيدة حين كان يلعب مع أقرانه في قريته #أزضل التابعة لجماعة #إيمي_نولاون قيادة #إمغران، و حين عاد في المساء إلى منزل والديه ارتفعت درجة حرارة جسمه نسبيا، و في الغذ ازدادات درجة حرارته، فما كان على والده إلا أن أخذ فلذة كبده و بوسائله الخاصة إلى المركز الصحي بهذه الجماعة، و الذي رفض استقباله لعدم توفر المركز على العلاجات الأولية لمثل هكذا حالات، و عدم وجود الطبيب أصلا، و قاموا بتوجيهه إلى ورزازات و عرضوا عليه سيارة الاسعاف بشرط أن يدفع ثمنها و إلا فلا! فما كان على هذا المسكين إلا أن ذهب و “تسلف” مائتي درهم و قام بتأجير سيارة أجرة “كورسة” إلى المركز الصحي بجماعة #سكورة، فأمروه بدورهم بالذهاب به إلى مستشفى سيدي حساين لعدم وجود أجهزة التنفس بالمركز، لأن حالة الطفل ازدادت سوءا، و في طريقه إلى هناك توفي الطفل متأثرا بالإهمال و اللامبالاة المنظومة الصحية، و نكاد نجزم أنه لو وصل حيا إلى سيدي حساين لوجهوه إلى مراكش..
لكن رغم ذلك أرسلوه ميتا، أمروه بأن يذهب به إلى مراكش للتشريح و عرضوا عليه سيارة الاسعاف و أن يدفع ثمنها قسرا..
سبق أن قمنا بصياغة رسالة ترحيب للوزير بمناسبة زيارته الأخيرة و تفاءلنا بها خيرا، و واعدناه إن وجدنا أثر زيارته في مستشفياتنا و مراكزنا الصحية الحضرية و القروية أن نقدم له الشكر على ذلك باسم مدينة ورزازات، لكن وفاة هذا الطفل بسبب هذا الاهمال المجحف يؤكد غير ذلك، يؤكد أن زيارتكم كانت فاشلة بكل المقاييس، سنتقبل أن العالم باسره يعاني من الخصاص في الأطر الطبية، فما بال الأدوية و الاسعافات الاولية حتى تنعدم في هذه المراكز! و ما بال الاسعاف لكي لا تنطلق به على وجه السرعة إلى حيث يمكن أن تنقذ حياته و بالمجان! حتى و إن كانت مدفوعة الثمن فالخدمة أولى من الدفع..!
لو كنت مكان المندوبة الإقليمية للصحة لقدمت استقالتي فورا و دون أي تأخير..
لا شك أنه سيخبر الله بكل شيء.. لا شك في ذلك..