أخبار جهويةرأي

ملاحظات أولية حول بلاغ “طي صفحة الماضي والتوجه إلى المستقبل” لرئيس مجلس جهة درعة تافيلالت

يوسف وقسو – عضو المكتب الجهوي للشبيبة التجمعية – درعة تافيلالت
عمم رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت على صفحته الخاصة على الفايسبوك بلاغا موجها الى الرأي العام الجهوي عشية يوم الاحد 03 ماي 2020، ويأتي هذا البلاغ حسب ما تضمنه تصديره في خضم هذه الظرفية الدقيقة التي تمر بها بلادنا على اثر اجتياح فيروس كورونا المستجد للعالم، وقد استهل السيد رئيس الجهة بلاغه بالتذكير بالسياقات العامة التي تشكل الاطار السياسي العام الذي في رحمه كان ميلاد مبادرة الدعوة الى “طي صفحة الماضي والتوجه الى المستقبل” بانخراط كافة أعضاء المجلس.
وقد خلص السيد الحبيب الشوباني من خلال بلاغه الى وضع ثلاث مخرجات تشكل قاعدة التصور السياسي للسيد الرئيس كما يلي:
1- دعوة جميع مكونات المجلس الى طي صفحة الماضي بالشكل الذي يجعل من خدمة ساكنة الجهة هدفا وحيدا يسمو على جميع الأهداف؛
2- ألزم السيد الرئيس نفسه بتفعيل هذه المبادرة بانخراط الجميع في مرحلة ما بعد وباء كورونا؛ 
3- اقتراحه على رؤساء الفرق صياغة مشروع ميثاق شرف متوافق في شأنه مع مكتب المجلس يشكل الإطار العام الأخلاقي والسياسي لمبادرة طي صفحة الماضي والتوجه الى المستقبل.
وكان السيد المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة درعة تافيلالت وعضو مجلس جهة درعة تافيلالت الأستاذ سعيد شباعتو قد اصدر بيان للراي العام الجهوي والوطني بعد اجتماع المكتب الجهوي لحزبه الذي وقف عن وضعية الجمود التام التي يعيش على ايقاعها مجلس الجهة معتبرا من منظوره الخاص ان المسؤولية تجاوزت أعضاء المجلس و اصبحت مسؤولية الهيئات السياسية الممثلة على مستوى المجلس وفي هذا الصدد اعلن السيد المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للحرار الوزير السابق والبرلماني رئيس لجنة القطاعات الانتاجية بمجلس النواب ورجل الدولة ما يلي:
1- دعوته جميع الهيئات السياسية المكونة للمجلس الى عقد لقاء قصد دراسة مكمن الخلل واتخاذ المتعين للخروج بالمجلس من واقع الجمود الذي يعيش على ايقاعه؛
2- إيجاد حل سياسي متوافق عليه، “حل سياسي موحد كما سماه البيان”، يمكن المجلس من الخروج من هذه الوضعية المزرية؛
3- العمل على إشراك سلطة الرقابة الإدارية كشريك اساسي لإيجاد الحلول القانونية التي تمكن من حلحلة واقع الجمود والحجز.
مجرد نظرة أولية على بيان السيد المنسق الجهوي لحزب الحمامة وبلاغ السيد رئيس مجلس الجهة تمكن المتتبع من ملاحظة ان بلاغ السيد الحبيب الشوباني بلاغ فردي صادر عن رئيس الجهة كشخص وليس كمؤسسة وهو بلاغ خال من كل الاليات الضامنة لتنفيذه وغلب عليه طابع الخطاب السياسوي، بدل سيادة نمط الخطاب المسؤول والواضح الذي يستشرف المستقبل عبر آليات ضامنة للمشاركة الجماعية المستمدة مما يوفره الوعاء القانوني في العلاقة مع كل الشركاء.
في مقابل ذلك يمكن لذات المتتبع ان يلاحظ أن بلاغ الأستاذ سعيد شباعتو صادر عن مؤسسة حزبية جهوية مسؤولة مخول لها النظر في هكذا قضايا مرتبطة بالتدبير الجهوي بعد اجتماع تطرق من خلاله المكتب الجهوي لحزب الاحرار الى كل الظروف المحيطة بالجمود الذي تعيشه الجهة وهو ما عبر عنه البيان من خلال اشارته الى “الوضعية التي ال اليها مجلس جهة درعة تافيلالت.”
ان السلوك السياسي الذي بات يمز السيد رئيس الجهة يجعلنا امام سؤال مركب ومحير، وشخصية شمولية تختصر في ذاتها كل الشيء، فيها مجلس الجهة والمكتب المسير والاغلبية والمعارضة وتنظيمات حزبه الجهوية والوطنية وسلطة الوصاية بل فيها أيضا الشعب…، تصدر بيان الحقائق العشر وبعده مباشرة بلاغ طي صفحة الماضي والتوجه الى المستقبل، في هذا السياق المحير وامام هذه الشخصية المتعددة الابعاد لا يساع المهتمين بشؤون وقضايا جهة درعة تافيلالت سوى تسجيل الأسئلة العشر التالية حول بلاغه:
1. ما علاقة البلاغ بالنقاش الدائر حول مرحلة ما بعد كورونا؟
2. هل تسعى فطنة ونباهة السيد الحبيب الشوباني للاستفادة من مناخ التعبئة الشاملة التي يقوده جلالة الملك لمحاربة جائحة كورونا للعودة الى المشهد السياسي الجهوي ولو من النافدة؟
3. هل يمكن اعتبار هذا البلاغ ردا على باغ السيد المنسق الجهوي لحزب الاحرار بعدما فشلت كل المساعي الرامية الى ادماج مجلس الجهة في أجواء محاربة كورونا؟
4. هل اقتنع السيد الرئيس بان كل المحاولات الرامية الى العودة الى المشهد السياسي بائت بالفشل بعد بيان الحقائق العشر الباهت والحضور المحتشم للسيد الرئيس من خلال الحملة التي تقوم بها الهيئة الجهوية لحزبه على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي والمدعومة بالجيوش الالكترونية المسخرة لذلك؟
5. هل هي آخر شطحات الديك المذبوح؟ أم هي طبيعة السلوكه السياسي الرامية الى تسجيل النقط على حساب معارضيه في إطار الإستعدادات للاستحقاقات المرتقبة؟
6. ما هي العلاقة المحتملة للبلاغ بالنقاش الدائر حول تأجيل انتخابات 2021؟ ام هي الرغبة الجامحة في إحراج الخصوم السياسيين خلال هذه المرحلة؟
7. هل يتعلق الأمر بتثبيت شماعة جديدة لتعليق سلسلة الإخفاقات التي راكمها مند بداية أجواء التعبئة الشاملة التي يقودها جهويا السيد الوالي؟
8. أم أن الامر يتعلق بمعركة داخلية على مستوى دواليب حزب المصباح مع اقتراب الاستحقاقات المقبلة بعد اخفاقه في إيجاد سند سياسي داخلي على مستوى الأمانة عامة لحزبه؟
9. هل هي بداية انفراط حبات سبحة السيد الرئيس بالجهة بعدما تم التخلي عنده مركزيا وبداية ذلك جهويا وذلك بالقفز من سفينته الغارقة قبيل استحقاقات 2021؟
10. أم أن الامر يحمل الرغبة في المصالحة مع المشهد السياسي الجهوي قبيل الانتخابات المقبلة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى