هشام الإمامي
تعتبر قصبة “تاوريرت” من بين أهم و أشهر القصبات على الصعيد العالمي ، و كذلك قصبة “أيت بن جدو” و قصبة ” أمريديل” التي تتواجد بواحة سكورة أهل الوسط، بالإضافة إلى مجموعة من القصبات كقصبات ” تفولتوت” و ” لاسيݣون” و غيرها التي يمتاز الجنوب الشرقي عموما بمعمارها الطيني المتميز، و التي تتواجد بكل من أقاليم زاݣورة و الراشيدية و تنغير و طاطا.
هناك بعض التدخلات من طرف الحكومة و التي كان أبرزها الإنطلاقة التي كان قد أعلنها سنة 2011 ياسر الزناكي وزير السياحة و الصناعة التقليدية السابق و المستشار الملكي الحالي.
و التي كان الهدف منها هو تنفيذ برنامج التثمين المستدام للقصور والقصبات بالمغرب، و الذي يأتي في سياق وطني يتسم بإرادة سياسية قوية تجسدها العناية الملكية السامية بالتراث المادي واللامادي للمملكة، و كذا توجيهات جلالة الملك الداعية إلى معالجة كافة أشكال الفقر والتهميش من خلال ضمان ولوج جميع المواطنات والمواطنين إلى سكن لائق كما ينص على ذلك دستور المملكة..
كما تعاقب الوزراء من بعده للإعلان عن هذا البرنامج الذي غالبا ما يعطونه تمديدا في أفق ألفان و كذا..!
و قدرت آخر كلفة مالية لتنفيذ الاستراتيجية المندمجة للتثمين المستدام للقصور والقصبات، ب 5,3 مليار درهم، حيث سيهم ذلك 494 قصرا وقصبة مأهولة، تتمركز بشكل رئيسي بالجنوب الشرقي للمملكة وتأوي قرابة 170000 نسمة منها 90 بالمائة توجد بالعالم القروي، حسب وزارة إعداد التراب الوطني و التعمير و الإسكان و سياسة المدينة يوم 23 غشت الماضي.
الذي يهمنا في الوقت الراهن و بالخصوص ، هو هذا الصرح الحضاري و هذه المعلمة التاريخية التي هي “قصبة تاوريرت”, و المقفلة في وجه الزوار منذ سنتين أو أكثر ، و إلى أجل غير مسمى، كما أشارت إلى ذلك سابقا إحدى المنابر الإعلامية المحلية ذات شريط مصور ، حيث طالب من خلاله المرشدون السياحيون المحليون و أصحاب “البزارات” و المطاعم و كل من يقتات من العمل جوار هذه القصبة ، بالتدخل و إيجاد حلول واقعية لما يعانونه جراء الوضع المتأزم ، لكن لم تكن هناك أية ردة فعل من الجهات المختصة بالكيفية التي يمكن أن تكون عليها!
كما أن هناك أسر داخل هذا القصر تلقوا أمرا مؤخرا من المجلس البلدي يأمرهم بالإفراغ بسبب أن دورهم آيلة للسقوط، دون أن تكون هناك نية لإيوائهم، و هذا الملف بحد ذاته يجب على السلطات أن تجد له حلا مستعجلا لخطورة حساسيته،
فقد شاهدنا بعض الأسر التي تعيش في رعب حقيقي داخل منازل مهددة في أي لحظة بسقوط وشيك.
كما أن فاعلا جمعويا داخل هذا القصر لديه معطيات كافية و خطيرة لجعل من له سلطة حكومية أو رسمية ليتدخل في هذا الملف ، بما أنه كشف أن ترميم الشطر الأول و الثاني من المشروع الوطني تتخلله عيوب داخلية لا كما يظهر لنا في الواجهة، خاصة المنطقة التي من المحتمل أن تسمى القرية السياحية.
و حتى تلك الشقق المتواجدة بحي الأطلس و عددها 197 شقة، صرح بأنها خاصة بساكنة “تاوريرت” فيجب على السلطات أن تقدم توضيحات في ذلك.
مربط الفرس، أن قصبة “تاوريرت” يجب على القائمين على الشأن المحلي و الجهوي و الوطني و السياحي و الأثري، أن يجعلوا ترميمها من أولى الأولويات الملحة، خاصة أن الأجواء مواتية للعمل بما أن السياحة و السنيما في الوقت الراهن في سبات عميق.
و هذه فرصة مواتية كذلك لإعطاء شباب المدينة من مهندسين و حرفيين بشتى أنواعهم و مهارتهم، لإبراز كفاءتهم من جهة، و من جهة أخرى لتقليص شبح البطالة القائم بكل ركائزه على جميع الأصعدة.
يجب رد الإعتبار لقصبة “تاوريرت” و نواحيها بما قدمت من أعمال للسنيما العالمية و ما قدمت أيضا من مداخيل مهمة للمركز السنيمائي المغربي و لخزينة الدولة.