أخباررأي

الوجه الأصيل للمملكة المغربية

ذ: محمد وشري
يعيش العالم أزمة غير مسبوقة ناتجة عن تفشي فيروس كورونا المستجد” covid19″ الذي يهدد أمن وسلامة صحة المواطنين وينتشر بسرعة بين أوساطهم، ويخنق كل من يقف امامه، ليفرض على عدة دول، من بينها دول عظمى تصرف أموالا طائلة في الصناعة الحربية، وغزو الفضاء، وحرب النجوم، وأمن حدودها، اتخاد حجر صحي كاعتراف بالهزيمة والاستسلام. 

لا شك أن المملكة المغربية واجهت هذه الجائحة بالتضامن الواسع والتعبئة الشاملة، ووقوف الجميع وقفة رجل واحد بفضل التوجيهات الملكية السامية، حيث انخرط  الجميع بمسؤولية، وقد لوحظت الأطقم الطبية المدنية والعسكرية والخاصة تعمل في صف واحد، ووضع المصحات الخاصة رهن إشارة الوزارة الوصية، والمساهمة الواسعة في الصندوق الخاص بتدبير الجائحة بعد إنشائه بتعليمات ملكية حكيمة، واستقبال السلطات من طرف السكان بالورود والتعاون معها في عدة مناطق، ناهيك عن أعمال الموظفين في جميع القطاعات لتسيير المرافق بشكلها العادي …، أما أطر التربية والتعليم  فبعد توقف التعليم الحضوري وحتى تتحقق الاستمرارية البيداغوجية، انتقلوا لتقديم الدروس للتلميذات والتلاميذ في بيوتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الممكنة حسب الظروف والامكانيات، وعبر القنوات التلفزية الوطنية في اطار التعليم عن بعد.
لقد كانت هذه الأزمة بمثابة امتحان حول ترسيخ السلوك المدني والتشبث بالثوابت الوطنية والدستورية في أذهان المواطنين، وما عشناه يثبت بلا شك أن هذه القيم الإيجابية قد ترسخت في اذهان الجميع، بل زادت من الافتخار والاعتزاز بالانتماء إلى هذا الوطن العزيز،.
ان هذه الأزمة التي أتعبت اقتصاد دول كبرى كإيطاليا مثلا والتي انقدها صندوق الاتحاد الأوروبي بضخ مليارات الأور وهات في بنكها المركزي، قد بين لنا ان تداعيات هذه الأزمة قد تكون عميقة في شتى المجالات ولن نتجاوزها إلا بالاعتماد على أنفسنا وذلك بالاستمرار في التضامن بين الجميع، تطبيقا للدستور خاصة الفصل 40 منه، والتعبئة الشاملة في شتى القطاعات والمجالات، والتضحية ونكران الذات لصالح الوطن خاصة في قطاع التربية والتعليم باعتباره قاطرة التنمية، ورافعة أساسية لتحقيق المشروع المجتمعي.
التجربة المغربية لمحاربة هذه الجائحة التي انخرط فيها الجميع ملكا وشعبا، واتخاذ قرارات قوية وحاسمة لصالح المواطن أكثر من الاقتصاد، أصبحت تجربة ناجحة عالميا نقلتها قنوات دولية، وأشاد بها برلمانيون فرنسيون داخل مجلسهم، كشفت الوجه الحقيقي الأصيل للمملكة المغربية ذات الجذور العميقة في التاريخ.
في ورزازات بتاريخ 30 ابريل 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى