أخبارمجتمع

بالصور..مسيرة احتجاجية نسائية – نسوة فينت أبلغن و بلغن بأنه قد بلغ السيل الزبى وأنه لا رجاء في جيل من الرجال ينتظر المبادرة من النساء


فدوى بوهو – ورزازات
  
ونحن على مشارف شهر الاحتفال باليوم الوطني للمرأة الذي يصادف ال10 من أكتوبر من كل سنة، حيث تعتبر مناسبة للوقوف على ما تحقق من إنجازات في مجال النهوض بحقوق المرأة، فضلا عن أوراش الإصلاح الكبرى التي انطلقت تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل إعتلاء المرأة المغربية مكانتها المتميزة التي تستحقها داخل المجتمع ، المرأة المغربية التي ألقت عناية خاصة من طرف جلالته من خلال مختلف المبادرات الاجتماعية التي أطلقها جلالة الملك ،غير انه بإقليم ورزازات هذا الركن بالجنوب الشرقي  النائي و البعيد عن المركزيات والذي طالما تم اعتباره و بمواطنيه ب “الهامش”
عقب هذه التساقطات المطرية الاخيرة و التي أدت إلى ارتفاع في صبيب الوديان والشعاب و السدود مما تسبب في أضرارا حالية غير بالغة تندر بالعزلة ،ففي الجماعة الترابية ترميكت والتي تسم بتواجد اودية عليها :واد ورزازات ،واد ازركي ،واد أركيون ، واد أغبلو ، واد الرباط وواد فينت هذا الاخير عرف سيلا كبيرا نتج عنه خسائر مادية :انقطاع عدد مهم من المسالك الطرقية،و إتلاف مسافات مهمة من السواقي كما ثم إتلاف مساحات مهمة من الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة الشيء الذي افرز واقعا من العزلة لساكنة كافة دواوير الواحة لفترة طويلة تزيد عن عشرة أيام هذا الوضع اسفر عن انقطاع التلاميذ عن الدراسة ( الابتدائي : لعدم التحاق الاطر التعليمية بالمدرسة / الاعدادي و التانوي : لعدم استطاعة التلاميذ العبور من أجل الالتحاق) وعزلة الساكنة حيث قلة الموارد الغذائية عند البعض و عند البعض انعدامها ناهك عن الاوضاع الصحية للحوامل التي تعذر عليهن الوصول الى المستشفى بالمدينة ….كل هذه الاوضاع دفعت بنساء دواوير واحة فينت : دوار واونكارف ، دوار تحربيلت ، دوار تيمولا الى تنظيم مسيرة الى مقر عمالة ورزازات للاحتجاج و للترافع على مطالبهن و مطالب ابنائهن و رجالهن بعد زمن من الوقفات و اللقاءات مع أعضاء المجلس الجماعي في كل فترة شتاء ،نسوة يقدرن ب سبعين امرأة يرافقهن شباب خرجن على الساعة السابعة صباحا مشيا على الاقدام وبعد محطات حيث عمد كل من رئيس المجلس الجماعي ترميكت  و نوابه وقائد قيادة أهل ورزازات و رئيس الدائرة ثم باشا باشوية ورزازات الى اقناعهن بالتراجع نغير أن اصرارهن برفع مطالبهن الى من يمثل السلطة العليا بالإقليم جعلهن يصلن الى مقر العمالة على ما بعد الساعة الثانية زوالا معبرات بذلك على مدى تضررهن وعلى استيائهن من الاوضاع ومن الوعود الكاذبة للمسؤولين لسنوات طويلة ،وبعد فتح الحوار في لقاء مع الكاتب العام لعامل الاقليم حضرته ممثلات عن النساء الفينتيات و ممثلين عن الشباب وبعد أخذ ورد حيث الاجماع على اولى الأولويات وهي تشييد منشاة فنية قنطرة ثم التطبيب و توفير النقل المدرسي لتلاميذة الاعدادي و الثانوي ، اسفر اللقاء على تعيين لجنة تفقدية الى الدواوير للقيام بالتدخلات اللازمة  
للإشارة فالجماعة الترابية ترميكت من الناحية الجغرافية تقع  على مشارف مدينة ورزازات  وتحدها من الغرب كل من الجماعة القروية أيت زينب و الجماعة القروية لسروا ومن الشمال الشرقي  الجماعة القروية غسات,و شرقا الجماعة القروية إدلسان و جنوبا الجماعة القروية وسلسات و  الجماعة القروية تنسيفت ،تمتد على مساحة تبلغ حوالي  836 كلم ²وتقطنها ساكنة تبلغ 40 158نسمة حسب الإحصاء العام للسكان و السكنى سنة 2014 ، (حوالي 45000 نسمة حاليا )، تكونها قبائل ذات طابع قروي  تقع الجماعة على مشارف مدينة ورزازات، تتوفر الجماعة على تضاريس مختلفة من سهول ضيقة وجبال،ويتجاوز علو هذه التضاريس 1200 متر على سطح البحر، أما الجبال فأهمها جبل تزكي ليلان  يبلغ 1305متر، هذا وان المنطقة تنتمي إلى نطاق المناخ الصحراوي ذي فترة متسمة بالحرارة حوالي 43 درجة صيفا و 5- شتاء مع قلة التساقطات ،يعتبر النشاط الفلاحي أهم نشاط يعتمد عليه سكان المنطقة ، الجماعة الترابية ترميكت مقسمة على 22 دوار (تيفولتوت، أغان، زاويت سيدي عثمان، تابونت، تيكمي لجديد، تاجدا، تازروت، تالماسلا، تلات، إينزبياطن، تاغرامت، بيلغيزي، تاغنزالت، تامايوست،تيمولا، تاحربيلت ،واونكارف، إغليس، إمضر، تيفراتين ،أكشايت ،ازركي”. معظم السكان يعرفون استقرارافي المنطقة الشبه الحضرية( تكمي لجديد،تاجدا،تابونت) حيث يقدر عدد السكان بهذه الأخيرة ب 22.000. 
للتذكير فمنذ عقود قليلة كانت المرأة الفينتية تتعارك مع الحياة جنبا الى جنب مع زوجها او من يعول عائلتها ،كان دورها في توفير المعيشة بارزا ومؤثرا في حياة العائلة وتطورها. كانت قانوعة بحياتها الطبيعية لم تسأل نفسها يوما عما إذا كان بإمكانها اختيار حياة أفضل ولا عن حقوقها. عاشت حياتها تزرع وتحصد و تعمل على تربية الحيوانات و الأبناء وتبحث عن طرق مختلفة لتصريف منتوجاتها ، سواء ببيعها أو تحويلها لمؤونة. كافحت الفقر لتربية أولادها بشكل مختلف عما التربية اليوم ،مسيرتها اليوم تجسد مامدى استيائها من أوضاعها خصوصا و انها تظل تسمع و تشاهد قرى المملكة و المشاريع التنموية على جهاز التلفاز والراديو نزيد على ذلك اهانة الاطر التربوية لأبنائها حيث في عتاب لهم عن عدم  التمدرس و عدم توفير الكتب و الحقائب للتلاميذ كان الجواب :”…نتم راه بارك على ولادكم غير السبورة و الطباشير اش بغاو شي دفاتيرولا كتب ….” ثم في موقف استخفاف اخر وفي حوار مع نائب رئيس الجماعة تسمع :” …شتي واخ تمشو للرباط راه ماعندكم ماتقضو ….غ رجعو فحالكوم …راه فالاخير غادي تجو عندي …” الاكيد أن سيل واد فينت زاد في جريانه وجاوز حده فأطمر ما أطمر و جرف ما جرف والاكيد أن نسوة فينت أبلغن و بلغن بانه قد بلغ السيل الزبى وأنه لا رجاء في جيل من الرجال ينتظر المبادرة من النساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى