أشرف المصطفى النوحي، عامل إقليم ميدلت، على افتتاح المنتدى الأول حول الاستثمار في سلسلة التفاح بميدلت، المنظم من لدن كل من عمالة إقليم ميدلت ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والغرفة الجهوية للفلاحة والمجلس الإقليمي لميدلت، بحضور أكثر من 300 مشارك حول موضوع سلسلة التفاح وأهميتها والفرص التي يتيحها الاستثمار في هذه السلسلة.
ويهدف هذا المنتدى، الموجه أساسا إلى المستثمرين الوطنيين والمحليين، إلى إبراز فرص الاستثمار في سلسلة التفاح وتقديم أعمال ناجحة سواء محليا أو على الصعيدين الوطني والدولي ودعم الاستثمار وخلق فرص شغل للشباب.
وتمتد زراعة شجر التفاح على مساحة 17.450 هكتاراً، حيث يمثل 65% من المساحة المغروسة بالأشجار المثمرة، ويسجل متوسط إنتاج سنوي يبلغ 400.000 طن، ويتعلق الأمر بزراعة ذات قيمة مضافة عالية تقدر بمبلغ 50.000 درهم للهكتار.
ويلعب قطاع التفاح دورا اجتماعيا واقتصاديا أساسيا في الإقليم، حيث يستفيد من دعم الدولة في إطار مخطط المغرب الأخضر. كما يعد القطاع بمثابة مصدر لخلق فرص الشغل، بتوفيره 2,24 مليون يوم عمل. كما يحقق رقم معاملات يبلغ 1,17 مليار درهم، وبالتالي فإنه يوفر مصدر دخل لفائدة 60.000 شخص ويمنح فرص استثمار مهمة على مستوى المراحل الأولى للسلسلة، خاصة فيما يتعلق بالتحول من زراعة الحبوب إلى زراعة الأشجار المثمرة، وعلى مستوى المراحل النهائية، من حيث تسويق وتخزين الفواكه.
وأشار عدد من المشاركين في هذا المنتدى إلى أن قطاع التفاح يواجه مشكلا يكاد يكون أفقيا، وهو التسويق وتدخل عدد كبير من الوسطاء، ما يؤثر سلبا على دخل الفلاحين؛ فالإنتاج الوفير يؤدي حتما إلى انخفاض الأسعار، وهو ما ينتج عنه حرمان الفلاحين من إيرادات مهمة.
ومن جانب آخر، يتسم تسويق التفاح بنقص في التنظيم، إذ إن أغلب الفلاحين يبيعون الثمار متصلة بأصلها (وهي على الشجر) بأسعار تكاد تكون زهيدة. كما أن وحدات التبريد المخصصة لتخزين التفاح على مستوى الإقليم غير كافية، وهو ما يشكل إكراها بالنسبة إلى التسويق المتدرج على طول أشهر السنة، حيث إن الكميات المخزنة لا تتجاوز 65000 طن، وتشكل 22% من الإنتاج السنوي، فيما تتسم صناعة تحويل التفاح إلى مشتقات (الخل والعصير) بضعف غير طبيعي، حيث لا توجد سوى وحدتان تتوفران على طاقة معالجة تقل عن 100 طن.
ومن خلال هذا المنتدى الأول حول الاستثمار في سلسلة التفاح، توخّى المنظمون رفع قدرة تخزين التفاح وحفظه على مستوى الإقليم وإدخال صناعات تحويلية لإنتاج مشتقات التفاح من خل وعصير ومربى ورقائق وغيرها. ولهذا الغرض، وُضع برنامج غني باللقاءات تتخلله معارض وعروض عملية وورشات موضوعاتية تكوينية وتحسيسية، لفائدة الفلاحين والمستثمرين وشباب المنطقة بحضور مسؤولين مؤسساتيين من مختلف الإدارات المعنية، وخاصة تلك التابعة لوزارة الفلاحة، وكذا خبراء في الميدان ومسؤولي أبناك أبدت استعدادها لتمويل كل المشاريع المقترحة ومواكبة المهنيين.
وتمحور برنامج الورشات حول تأطير ودعم الاستثمار الفلاحي في سلسلة التفاح حسب توصيات المنتدى الوطني حول التفاح المنعقد بميدلت، حيث يهم ثلاثة مواضيع رئيسية وهي: الفلاحة التضامنية الموجهة إلى الفلاحين والتعاونيات، وإدماج الشباب، وتشجيع الاستثمارات.