درعة.أنفو
موسم الولي الصالح سيدي داود بورزازات، كان ينعقد خلال شهر غشت من كل سنة، وكان يعتبر بمثابة عيد ديني يتم خلاله تكريم الولي ويشكل الموسم فرصة يتم خلال فعالياته المزج في حي سيدي داود بالقرب من المدينة القديمة في تناغم بين الاقبال الكثيف والأسواق التقليدية والفنون.
كان الناس يحجون إلى الموسم من كل صوب وحدب من القبائل والقرى المجاورة يأتون للزيارة والتسوق يصلون هناك أرحامهم ويؤدون طقوسا دينية فيذبحون قرب الضريح ويطعمون المساكين والزائرين من تلك الذبائح ويدعون جماعة بالرحمة والغفران للأحياء والأموات من دويهم وأقاربهم والمسلمين أجمعين، ويقيمون ولائم هناك بالمناسبة…
كان من بين أهم ما يميز الموسم سوقه التقليدي الكبير الذي ينطلق من قرب “أورتي نومغار” ملعب سيدي داود حاليا، إلى محكمة القضاء الأسري مرورا أمام مدرسة تاوريرت ثم بجنبات “المقاطعة الثالثة” أي الملحقة الإدارية الثالثة، وكان المتسوقون والزائرون من أبناء المدينة وغيرهم يأتون إلى الموسم يحملون ثمار اللوز والزيتون والخضر ومحاصيل أخرى فلاحيه وبهائم وأشياء أخرى يبيعونها ليشتروا بثمنها أو ببعضه ما يحتاجون إليه من مواد غذائية أولية كالقطاني: الفول المجفف الغير المقشر والعدس والدرة والبر وأواني فخارية وأدوات فلاحيه وحصائر وأفرشه تقليدية وملابس صوفية محلية ومجوهرات وأدوات الزينة للنساء وكل الأشياء الأخرى التي لا تباع بتاتا في الأسواق الأسبوعية المجاورة والقريبة.
كان الموسم يعد فرصة سانحة للباعة الذين يجدون ضالتهم، لتسويق مختلف المنتجات التقليدية المحلية، على غرار الأزياء التقليدية والخضر والفواكه والعقاقير، وغيرها التي تعرض على الجموع الغفيرة من الحاضرين.
دأب حال الموسم في هذا الحال إلى حدود السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين فودع الموسم حلته القديمة ولبس حلة العصر الجديدة فتغيرت الظروف وعرفت المنطقة نوعا من التنمية المحلية من حيث بعض وسائل النقل الحديثة من سيارات كبيرة وشاحنات وطريق رئيسية معبدة وطرق اخرى غير معبدة فأصبحت السلع الأخرى الجديدة تعرض في الموسم كمواد غدائية مصنعة وملابس وأثاث جديدة ومطورة وحتى العاب وحلويات للصغار وما إلى ذلك .
كان هدا الموسم مرفوق بالاحتفالات الشعبية يمثل جزءا هاما من التراث المادي وغير المادي لهذه المنطقة من البلاد، إذ كان يستدعي الأمر المحافظة عليه وترقيته، إلا أنه اندثر ولم يعد شيء اسمه موسم سيدي داود في الوجود !