
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أعطى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، يوم الثلاثاء 6 ماي 2025، انطلاقة الدورة الستين للمعرض الدولي للورد العطري بالمغرب، المنظم من 5 إلى 8 ماي بمدينة قلعة مكونة، في أجواء احتفالية وتنموية تؤكد على المكانة المتنامية التي بات يحظى بها هذا المنتوج المجالي النادر.
الافتتاح، الذي حضره عامل إقليم تنغير، ورئيس جهة درعة-تافيلالت، ورئيس المجلس الإقليمي، وعدد من المنتخبين والمسؤولين الجهويين والوطنيين، تميز بإطلاق سلسلة زيارات ميدانية لمشاريع فلاحية نموذجية، وتوقيع اتفاقيات شراكة تهم تنمية سلاسل الورد والفلاحة التضامنية، وتوزيع جوائز التميز على الضيعات والوحدات الإنتاجية الرائدة.
إنتاج قياسي ومردودية مرتفعة
حسب المعطيات الرسمية، يُتوقع أن يتجاوز إنتاج موسم 2025 من الورد العطري سقف 4100 طن، بفضل الظروف المناخية الملائمة وتوسيع المساحات المزروعة لتبلغ 1020 هكتار. هذه الدينامية تعكس نتائج مجهودات متواصلة في إطار المخطط الفلاحي الجهوي لاستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030”، حيث تم استثمار أزيد من 80 مليون درهم في قطاع الورد وحده، شملت توسيع شبكة الري بالتنقيط، تجهيز وحدات التثمين، دعم التعاونيات، وبناء دار الورد.
كما عرف برنامج اقتصاد مياه الري طفرة نوعية، حيث انتقلت المساحات المسقية بالتنقيط من 106 هكتار سنة 2008 إلى 2284 هكتار سنة 2025، باستثمار إجمالي يفوق 101 مليون درهم لفائدة 409 فلاح.
الفلاحة التضامنية والبعد المجالي
من أبرز ما ميز هذه الدورة، تقديم أربع مشاريع جديدة للفلاحة التضامنية بإقليم تنغير بكلفة تقارب 190 مليون درهم، تهم تنمية الواحات وإعادة تكوين القطيع ودعم سلاسل الإنتاج، خاصة في دوائر دادس، مكون، النيف، وجماعات إغيل نومكون وأيت سدرات وأيت يول.
وقد قام الوزير بزيارة ميدانية لضيعة نموذجية للورد العطري على مساحة 8.5 هكتار مجهزة بنظام السقي الموضعي، إلى جانب وحدة تقطير تُشرف عليها تعاونية نسائية بسوق الخميس، ما يؤكد انخراط النساء في التنمية المحلية.
توقيع اتفاقيات وشراكات واعدة
شهد اليوم الافتتاحي توقيع خمس اتفاقيات شراكة استراتيجية، همّت مجالات الفلاحة التضامنية، دعم القطيع، وتثمين سلاسل الورد، بالإضافة إلى اتفاقية إطار لبرنامج حماية الواحات في تنغير للفترة 2025-2027، والتي تروم الوقاية من الحرائق والفيضانات، وتحسين ظروف عيش الساكنة.
أروقة وندوات لتثمين المنتوج المجالي
المعرض يضم أزيد من 100 رواق، منها فضاءات مخصصة لسلسلة الورد والمنتجات المجالية والآليات الفلاحية، ويحتضن برنامجًا غنيًا من الندوات العلمية والورشات والموائد المستديرة التي تناقش قضايا الابتكار، ندرة الموارد، سبل تعزيز ريادة الأعمال، والاستدامة في سلسلة الورد العطري.
تراث زاهر برائحة الورد
منذ انطلاقه قبل 60 سنة، أصبح هذا المعرض محطة بارزة ضمن أجندة التنمية الفلاحية والترابية بالمغرب، حيث لم يعد مجرد احتفال رمزي، بل منصة فعلية لتبادل الخبرات، وتحقيق التكامل بين مختلف الفاعلين في سلاسل الإنتاج، والترويج لمنتوج يمثل الهوية الثقافية والاقتصادية لواحات الجنوب الشرقي.