زاكورةمجتمع

افتتاح مشروع “فضاءات المواطنة والديمقراطية التشاركية” لتعزيز مشاركة المواطنين في الشأن العام



أطلق مركز تمكين مبادرة جديدة في إطار برنامجه السنوي لعام 2024-2025، بعنوان “فضاءات المواطنة والديمقراطية التشاركية”، بهدف تعزيز قيم المشاركة المدنية والديمقراطية التشاركية، وذلك من خلال لقاء افتتاحي نُظِّم بالتعاون مع الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان ومؤسسات المجتمع المدني. يأتي هذا المشروع تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية التي تضع الشباب والنساء والفعاليات المجتمعية في صلب الإصلاحات التنموية والديمقراطية، وتطمح إلى تعزيز دورهم في النقاشات حول الشأن العام.

يهدف المشروع إلى إعداد أطر وآراء ومشاريع من شأنها توعية مختلف مكونات المجتمع المغربي بأهمية الديمقراطية التشاركية، وتعزيز التواصل بين الفاعلين المحليين والمؤسسات الحكومية. ويسعى أيضاً إلى تمكين المجتمع المدني من التأثير في عملية صنع القرار السياسي من خلال توفير بيئة ملائمة للتفاعل والحوار بين المسؤولين والمواطنين. ويشمل ذلك تبني برامج تدريبية موجهة للشباب والنشطاء، وتطوير قدراتهم على إدارة النقاشات وفهم آليات اتخاذ القرار.

أهداف المشروع

يضع مشروع “فضاءات المواطنة والديمقراطية التشاركية” مجموعة من الأهداف الطموحة التي تهدف إلى خلق وعي سياسي ومجتمعي واسع، ودعم مفهوم الديمقراطية التشاركية داخل المجتمع. ويستند المشروع إلى رؤية شمولية تشمل إشراك النساء والشباب والفاعلين المدنيين في نقاشات حول قضايا الشأن العام، إلى جانب تعزيز ثقافة المواطنة والمسؤولية الاجتماعية والسياسية.

ومن أبرز أهداف المشروع:

  1. تنمية قدرات المجتمع المدني: يهدف المشروع إلى بناء قدرات الجمعيات المحلية والفاعلين المدنيين على المستويات المحلية، وتدريبهم على كيفية التواصل والتفاعل مع السلطات والمؤسسات المنتخبة.
  2. تعزيز المشاركة في صنع القرار: يسعى المشروع إلى تفعيل المشاركة المجتمعية في عملية اتخاذ القرارات السياسية، وتمكين المواطنين من التعبير عن آرائهم واقتراحاتهم بشأن القضايا المحلية والوطنية.
  3. تعزيز الحوار المجتمعي: يهدف المشروع إلى توفير فضاءات مفتوحة للحوار بين المواطنين والمؤسسات، مما يساعد في بناء الثقة بين الطرفين وتشجيع المواطنين على الانخراط في الشأن العام.

آليات التنفيذ وبرامج التكوين

يعتمد المشروع على مجموعة من الآليات لتحقيق أهدافه، منها تنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية مكثفة، تركز على تنمية المهارات القيادية لدى الشباب والنساء، وتدريبهم على كيفية التفاعل مع المؤسسات المنتخبة والتأثير في عملية اتخاذ القرار. وستكون هذه الورشات فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين المشاركين، والتعلم من تجارب سابقة ناجحة في مجال الديمقراطية التشاركية.

كما سيتم تخصيص برامج توعية لنشر مفاهيم الديمقراطية التشاركية بين الفئات المجتمعية المختلفة، بما فيها الطلاب، والموظفون، وأعضاء المجتمع المدني. وتهدف هذه البرامج إلى توعية المواطنين بأهمية دورهم في التأثير على القرارات السياسية، وتشجيعهم على الانخراط الفعّال في قضايا تهمهم وتؤثر على حياتهم اليومية.

أهمية المشروع ودوره في تطوير المجتمع المدني

يأتي هذا المشروع في وقت يشهد فيه المغرب حراكاً نحو تعزيز المشاركة المجتمعية وتحديث مؤسساته السياسية والاجتماعية، ويتزامن مع الإصلاحات الكبرى التي تعرفها البلاد على مختلف الأصعدة. ويعتبر مشروع “فضاءات المواطنة والديمقراطية التشاركية” خطوة مهمة نحو توسيع دور المجتمع المدني، وإعطائه الفرصة للإسهام بفعالية في القضايا التي تمس حياة المواطنين.

كما يسهم المشروع في معالجة مجموعة من التحديات التي تواجهها الديمقراطية التشاركية في المغرب، والتي تتطلب تفعيل قنوات التواصل بين المواطنين والسلطات، وتمكين الأفراد من المشاركة في صنع القرار السياسي على المستويات المحلية والوطنية. ويأمل مركز تمكين، من خلال هذا المشروع، أن يكون منصة لتحفيز المواطنين على المشاركة في الحياة السياسية، وتطوير وعيهم بأهمية هذه المشاركة كجزء أساسي من بناء مجتمع ديمقراطي قوي ومتماسك.

يشكل مشروع “فضاءات المواطنة والديمقراطية التشاركية” بادرة نوعية في مسار تعزيز الديمقراطية التشاركية في المغرب، ويأتي ليواكب التطلعات الملكية السامية نحو تمكين المجتمع المدني من ممارسة دور فعّال في التنمية والإصلاحات الاجتماعية. ويسعى المركز إلى أن يكون المشروع منصة تجمع بين كافة الفئات المجتمعية للمساهمة في الحوار وصنع القرارات التي تعود بالنفع على الجميع، مع التركيز على قيم المواطنة الفعالة، وتعزيز الشفافية والمحاسبة في العمل السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى