رأيورزازات

ورزازات: ضجيج بلا ضجيج.. ومسؤول غير مسؤول..والجميع فوق القانون

محمد المرابط

من المعلوم والمعروف لدى معظم أهل ووزارات ان اسم ورزازات في الامازيغية يعني بدون ضجيج، وفي ذلك معنى بألف معنى، ففي علاقة الاسم بالمسمى إتصال وثيق وارتباط عميق، لا يهمنا أصل الاسم ونسب المدينة ولا رغبة لنا في ذلك.

لكن يهمنا كما يهم أهل ورزازات التساؤل عن ماذا فعل ويفعل منتخبوها ؟ وأين هم من ما آلت إليه ورزازات تنمويًا ؟ اذا سلمنا بالقول أن أهل مكة أدرى بشعابها، فأهل ورزازات أدري بالتخلف والتراجع والركود الذي تعيشه مدينتهم أكثر من غيرهم في مختلف مجالاتها.

السؤال عن دور المنتخبين والنخب السياسية والحزبية مشروع ، لكن الجواب مزعج ومحرج، ففي كل المجالس المنتخبة كما هو متعارف عليه أغلبية ومعارضة، لكن في مجالس معظم الجماعات الترابية في إقليم ورزازات جزر مشتت ومتناثرة لا شيء يجمع بينها، نخب سياسية يحارب بعضها البعض بكل شراسة ووحشية وتحارب كلها مجتمعة مصالح ورزازات وأهل ورزازات في التنمية .

مجالس الجماعات الترابية في إقليم ورزازات تعيش على وقع اختلالات متفاوتة وتعمل وتشتغل وفق قانون خاص بها ومعظمها غارق في مشاكل تدبيرية صارخة دون أدنى احترام لسلطة القانون والمؤسسات، وبعض أعضائها في حالات قانونية مشبوهة وبعضهم الأخر خارج النطاق الترابي للإقليم …لو أردنا التفصيل والتمحيص في ممارسات وأخلاقيات هذه “النخب” في تدبيرها للشأن الترابي لوجدنا أنفسنا أمام بحر عملاق من العبث السياسي، ولا غرابة ان يكون إقليم ورزازات اقليما يعيش الركود والتهميش، فمن انتخبتهم الساكنة لتحريك العجلة اصبحوا مجتمعين يدفعونها الى الخلف .

إذا كان الأصل والغاية من الكيانات الترابية توحيد المجهودات والوسائل وإشراك كل الفاعلين الترابيين من أجل تحقيق التنمية، كونها الركيزة الأولى للدولة في ذلك، إلا ان المسألة لدينا في الإقليم تسير بشكل معكوس ومقلوب، بل مشوه وغير متجانس مع روح المؤسسة، بصريح العبارة هذه المجالس أصبحت تسير عكس التيار ضائعة وتائهة وسط صراعات سياسية تقودها غريزة الجوع والتوحش، غريزة كائن بدائي داخل مؤسسات حديثة دون حسيب ولا رقيب, زد على ذلك، اموال وميزانيات مهدورة و زمن تنموي أبيض ومشاريع بدون نجاعة ولا أثر فعلي لها على مستوى الواقع حتى أن بعضها لا يحترم المساطر القانونية التي يجب أن يسلكها قبل الخروج إلى حيز الوجود والتنفيذ، هذا فقط غيض من فيض، وقليل من كثير، لكن بدون ضجيج، ففي علاقة الإسم بالمسمى إتصال وثيق وارتباط عميق.

لكن رغم كل هذا الهراء السياسي أملنا كبير وثقتنا في مؤسسات مغرب العهد الجديد وفي السلطات المحلية من أجل إعادة الإعتبار لروح المؤسسة في تطبيق القانون وإحترامه حتى لا يشيع البؤس وينتشر بين أبناء هذا الإقليم المجروح تنمويا رغم كل المؤهلات التي يتوفر عليها والطاقات التي يزخر بها، فمن العيب أن يكون إقليم ورزازات خارج الرهانات والانتظارات والطموحات التي يحملها مغرب المستقبل في تجويد وتحسين البنيات التحتية من طرق ومستشفيات ومؤسسات جامعية وغيرها مما يحتاجه الإنسان ليصبح مواطنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى