عاش المغرب والمغاربة قاطبة في الثامن من شتنبر 2023، رعبا قويا تجلى في الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز والعديد من المناطق المغربية وخلف آثارا وخيمة مادية وبشرية، إقليم ورزازات نموذجا. ورغبة في المشاركة الدورة 22 من مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة والتي تحمل شعار: “بيئة متجددة ومبادرات ملهمة في مغرب متضامن “قرر فريق عمل الصحفيين الشباب بالثانوية الإعدادية إدريس الأول إعداد ربورتاج لتسليط الضوء على الآثار السلبية لهذه الكارثة على الانسان والعمران من جهة، وعلى البيئة من جهة ثانية.
آثار زلزال الحوز على الانسان والعمران وعلى بيئتنا
كارثة أتت على الأخضر واليابس:
من جهة أولى: فقد خلفت هذه الكارثة من ورائها آلاف الشهداء والجرحى، كما ساد صمت الدمار مختلف أرجاء المحيط القريب من موقع بؤرة الزلزال قرية “إغيل” والذي بلغت قوته 7,2 درجة على سلم ريختر.
ومن جهة ثانية: فالكنز الحضاري الذي تفتخر به المنطقة، لم تشفع له القرون التي عمرها وما لبت أن اكتسى هو الآخر رداء الدمار وتحولت معالمه الشامخة إلى ركام ورماد تعصف به الرياح، ناهيك عن انعكاساته السلبية على الاقتصاد عامة وعلى السياحة خاصة.
ومن جهة ثالثة: كان للوسط البيئي-الطبيعي نصيبه هو الآخر من هذا التيار الجارف الذي أتى على الأخضر واليابس.
نعم إنها البيئة، ولماذا البيئة يا ترى؟؟؟
مما لا شك فيه أن بؤرة الزلزال وقعت في قلب جبال الأطلس الكبير والمعروف بغناه وثرواته الطبيعية الهائلة وتنوعه البيولوجي الفريد، وكلها تشكل بالتأكيد توازنا إيكولوجيا.
لقد تعرض جزء كبير من النظام البيئي للتدمير، وبالتالي فإن ذلك يمكن أن يخل بالتوازن الدقيق للأنظمة البيئية المحلية بالمناطق المتضررة من هذه الهزة، ومنها على سبيل المثال؛ تفكك التربة بسبب الانزلاقات والانهيارات الصخرية والتشققات التي ظهرت على السطح، مما يجعل من الصعب على البيئة التكيف السريع مع هذه التغيرات.
تضامن منقطع النظير لنجدة المناطق المنكوبة:
شكل زلزال الحوز صدمة قوية للمغرب والمغاربة جميعا، إلا أن حس التضامن الوطني وتعبئة السلطات المغربية ساهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الصدمة وقد قام المواطنون بمبادرات فردية وجماعية، صغارا وكبارا، أغنياء وفقراء، من جميع ربوع الوطن من أقصاه إلى أقصاه، بل وحتى من مختلف بقاع العالم، رغبة في نجدة اخوانهم العالقين تحت الانقاض والى نقل جميع أنواع المساعدات الإنسانية، برا ،بحرا وجوا.
التضامن مع الإنسانية أولا ثم البيئة ثانيا.
إن ما اثار انتباهنا من خلال تتبعنا لهذه الحملات التضامنية الواسعة، تركزها في معظمها على الجانب الانساني دون الجانب البيئي. اذ من المفروض الاهتمام أيضا بالتضامن في شقه الايكولوجي، وهذا بإعادة تأهيل الاوساط البيئية للمناطق المتضررة كونها أحد اهم العناصر الاساسية لعيش الساكنة.
وبالتالي فإن تجسيد التضامن مع البيئة يجب أن يركز على المحاور الآتية:
- جرد مختلف الأضرار البيئية وتحديد مدى خطورتها؛
- الاهتمام بالحيوانات التي فقدت أصحابها وعدم تركها عرضة لقساوة الظروف الطبيعية.
- وضع استراتيجية قائمة على الأخذ بعين الاعتبار الأولويات التي تنبني عليها الأوساط الإيكولوجية؛
- ضرورة إدماج تأهيل الأوساط الطبيعية بالموازاة مع إعداد برامج إعادة إعمار المناطق المنكوبة… وغيرها.
التضامن من أجل البيئة واجب والتزام وطني
قد ابان هذا الزلزال عن جوهر المغاربة ومعدنهم الأصيل حيث ضحوا بالغالي والنفيس من اجل انقاذ اخوانهم العالقين مما دل على ذرة الامل التي تجول في كيانهم فلا خوف على اصالتهم فشهامتهم منبثقة من عقولهم الواعية بمدى ضرورة انشاء ركيزة وطنية تساهم بفعالية في الحفاظ على الانسانية والبيئة معا.
فمثلما كان تضامننا لإنقاذ الأرواح البشرية وإعمار القرى المدمرة، فليكن تضامننا كذلك لحماية الأوساط الإيكولوجية والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الانسان والعمران.
وذلك تحت شعار:
“فلنضع يدا في يد تضامنا من أجل بيئة الغد”
مع تحيات فريق عمل:
“الصحفيين الشباب من أجل البيئة بالثانوية الإعدادية إدريس الأول”
– مديرية ورزازات
إعداد وتقديم التلاميذ:
– مريم ايت بورحيم. – سلمى الرايسي. – فاطمة الصرافي.
– حسن الدريسي. – عبد اللطيف اسبوكي. – سفيان أمزيان.
تحت إشراف وتأطير:
الأستاذ. الحسن جناح.
مبادرة جيدة وحميدة من الصحفيين الشباب بالثانوية الإعدادية إدريس الأول حول البيئة وهي تنم عن عمق احساس وتضامن مع متضرري الكوارت الطبيعية في المغرب والعالم.
مبادرة جيدة. تقرير رائع، وفقكم الله تعالى ويسر أمركم