ثقافة وفنجمعياتورزازات

ندوة علمية بورزازات تضع خارطة طريق لتصنيف أحواش تراثاً عالمياً

شهدت الندوة العلمية المنظمة صباح اليوم ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات نقاشاً عميقاً وغنياً حول سبل الارتقاء بفن أحواش نحو مصاف التراث الإنساني العالمي، بمشاركة باحثين وأكاديميين وممارسين لهذا الفن الأصيل. وقد خلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات العملية الرامية إلى حماية هذا الموروث اللامادي وتثمينه على المستويين الوطني والدولي.

أجمع المتدخلون على أن تصنيف أحواش تراثاً عالمياً يمر أولاً عبر الاعتراف الرسمي به كتراث وطني غير مادي، والعمل على تثمينه محلياً وجهوياً باعتباره مكوناً أساسياً من هوية الجنوب الشرقي المغربي، وركيزة من ركائز الثقافة الأمازيغية المتجذرة في وجدان المغاربة.

كما دعا المشاركون إلى تشجيع البحث العلمي وتكثيف الجهود الأكاديمية لتوثيق هذا الفن العريق من خلال إصدار دراسات ومراجع وكتب متخصصة تؤرخ لتاريخه وتنوعه الفني، خاصة في ظل محدودية المصادر المتاحة، مما يجعل هذا الفن عرضة للنسيان أو التحريف.

وأكدت المداخلات على أهمية تجميع خلاصات الندوات السابقة المنظمة خلال الدورات الماضية، ومتابعة تنفيذ توصياتها في إطار رؤية تراكمية ومستدامة تضمن تطوير النقاش العلمي والمؤسساتي حول فنون أحواش.

وشدد المتدخلون على ضرورة الاهتمام بالممارسين والفاعلين الميدانيين باعتبارهم الحاملين الحقيقيين لهذا التراث اللامادي، من خلال تمكينهم وتثمين مجهوداتهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمهنية، بما يضمن استمرار العطاء الفني ونقل المهارات للأجيال الصاعدة.

كما تمت الدعوة إلى إدماج فن أحواش ضمن البرامج التعليمية والأنشطة الثقافية بالمؤسسات المدرسية، لترسيخ قيم الهوية والانتماء لدى الأطفال والشباب، وتعريفهم بأهمية هذا التراث كرافد أساسي من روافد الثقافة المغربية.

وأكد المشاركون على أهمية الاستمرارية في البحث والنقاش وتنظيم لقاءات علمية دورية ومتخصصة حول فنون أحواش، بعيداً عن المقاربات المناسباتية، وذلك لترسيخ الوعي الجماعي بأهمية هذا الموروث الفني في المشهد الثقافي الوطني.

ومن بين المقترحات التي حظيت بإجماع واسع، التفكير في إحداث معهد وطني أو جهوي للفنون الشعبية يُعنى بتوثيق وتعليم فنون أحواش، كخطوة مؤسساتية لتقعيده علمياً وإدماجه ضمن منظومة التكوين الثقافي والفني بالمغرب.

كما دعا المشاركون إلى تصحيح الصورة النمطية السائدة حول فن أحواش وممارسيه، والتأكيد على كونه رافعة للتنمية الثقافية والسياحية لا عائقاً لها، وضرورة النأي به عن كل توظيف سياسي أو ظرفي قد يُفرغ هذا التراث من قيمته الرمزية والإنسانية.

واختُتمت الندوة بالتأكيد على أن تصنيف فن أحواش تراثاً إنسانياً عالمياً لن يتحقق إلا عبر اعتراف المغاربة أولاً بقيمته الفنية والثقافية، والعمل بشكل جماعي ومؤسساتي على صونه وتوريثه للأجيال المقبلة باعتباره مرآة لذاكرة الجنوب المغربي وعمق الهوية الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى