مجتمعوطنية

زلزال الحوز يُعيد بريق معدن المغاربة النفيس والنقي والغالي في وقت الازمات


خالد بلبعير 

زلزال الحوز أعاد بريق معدن المغاربة النفيس والنقي والغالي، والذي تجلى في تضامنهم وتآزرهم وتآخيهم،

لم تمر سوى ايام معدودة عن فاجعة الحوز، الا وظهرت مبادرات، هنا و هناك، من قبل فعاليات جمعوية و مدنية و أفراد وجهات اخرى، تعلن انخراطها في مسلسل المساعدة الكل حسب امكانياته، لتجاوز ازمة الكارثة الطبيعية’’ الذي ضربت بضلاله منطقة الحوز و المناطق المجاورة.


هذه المبادرات الإنسانية أعادت الى الأذهان حقيقة الشعب المغربي المعروف منذ الأزل، بقيم التضامن و التآزر في فترات الأزمات، قيم “التمغرابيت” حيث تحولت مواقع التواصل الاجتماعي؛ من منصة لنشر الأخبار و التواصل، الى فضاء لتقدم خدمات و مساهمات جليلة، من أجل التضامن بجميع لهجات المغرب، و نقل المواد الغذائية للمناطق المتضررة، بالإضافة الى مبادرات أخرى جلها يصب في المساعدة و المساهمة لتجاوز الأزمة.


‘’التمغرابيت’’ ثقافة مغربية تحمل في طياتها معاني التضامن، و الحملات التي يطلقها أبناء القرى و المداشر، لمساعدة الأسر في الازمات و المحن.


مبادرات تضامنية جميلة نابعة من قلب المغاربة الاحرار، بعد الزلزال الذي ضرب بعض الأقاليم المجاورة لمراكش، بصورة اعادت للذاكرة قيم “التمغربيت” كرؤية واضحة المعالم في مضمون مشترك يتقاطع فيه كل المغاربة، ويشهرون ورقته كلما سمحت الظروف بذلك.


وبهذه الأمور كلها، تبقى “التمغرابيت” الوجه الجميل للأزمة الذي يعرفها المغرب، بمدنه و قراه و مداشره، التي استعادة قيمة من قيم التاريخ الغابر.


الجدير بالذكر أن ثقافة “تمغرابيت” لا تدرس في المدارس أو المعاهد العليا أو حتى الجامعات، بل هي ثقافة فطرية لفعل الخير التأزر، وهي ايضا بمثابة اوكسجين للروح الذي يسري في دماء المغاربة، و جوهر تميزهم، سواء داخل الوطن أو خارجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى