أكد المشاركون في ندوة أقيمت، اليوم السبت بورزازات، حول موضوع “فنون أحواش .. إرث ثقافي وحضارة عريقة”، أن هذا الفن يقدم أنواعا مختلفة من الفرجة الاستثنائية لجمهور المتتبعين.
وأبرز المشاركون خلال الندوة، المنظمة في إطار فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الوطني لفنون أحواش، أن هذا الفن العريق بدأ يلج العديد من المواقع التي تتيح له الانتشار بشكل واسع، لاسيما مع لجوء المجموعات الفنية إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي مكنتها من التعريف به وبفرادته.
وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ الجامعي محمد الخطابي، في مداخلة حول “أحواش في زمن الانترنت”، أن العديد من الأشرطة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي يمكن اعتبارها “خزانة” من المقاطع التي ينظر إليها من زوايا فنية مختلفة.
وتساءل الأستاذ الخطابي، المتخصص في المجال اللغوي، عن مدى تأثير التفاوتات الموجودة في هذا الفن المطروح للعموم على المستويات “الواقعية والمعرفية والتوثيقية”، مقدما إجابات يرى أنها مدخل لدراسة مثل هذه القضايا الفنية في الوقت الحالي.
من جهته، بسط الباحث عز الدين بونيت، أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر، والمتخصص في الدراسات المسرحية والثقافية وباحث في الثقافة المحلية، وجهة نظره ومقاربته لدينامية الرسوخ والتحول في فنون أحواش.
واعتبر أن مختلف فنون أحواش دخلت، منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إلى نطاق “المراقبة”، من خلال اضطرارها إلى التحول التدريجي إلى “مادة للزينة الفلكلورية”، مشيرا إلى أن احتكاكها بمحيطها أثر، بشكل جوهري، في مختلف أبعاد فرجات أحواش، من حيث البناء والتوزيع الفضائي والوظائف والدرجات.
وتعرف هذه الدورة، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 12 يونيو الجاري، مشاركة أزيد من 1100 فنانة وفنان، ينتمون إلى جهات درعة تافيلالت، وكلميم واد نون، وسوس ماسة، ومراكش آسفي، حيث سيقدمون لوحات فنية طيلة أيام المهرجان بأربع ساحات كبرى بمدينة ورزازات.
وتشارك في المهرجان، المنظم بشراكة مع عمالة إقليم ورزازات، ومجلس جهة درعة تافيلالت، والمجلس الجهوي للسياحة بجهة درعة تافيلالت، والمجلس الإقليمي لورزازات والمجلس الجماعي بالمدينة، فرق تراثية عريقة، وفرق شبابية وأخرى للأطفال، “تشجيعا للأجيال الصاعدة على ممارسة هذا الفن، والإلمام بقواعده والحفاظ عليه”.