هشام الإمامي
خشينا أن نكون من المتخاذلين أو من المتخلفين، رغم أننا كنا من السبّاقين و بشكل شبه مستمر، من المطالبين بتحسين الأوضاع المتأزمة و المتراكمة، في جل القطاعات سواء فيما يتعلق بإقليم ورزازات أو بجهة درعة تافيلالت ككل.
و يبدو أن شباب ورزازات استفاق أخيرا من سباته العميق؛ من خلال وسم ” #هذه_هي_هوليود_افريقيا_ورزازات ” و الذي احتل الصدارة خلال هذا الأسبوع في مواقع التواصل الإجتماعي بجهة درعة حتى وصلت شظاياه إلى الجماعات و الأقاليم المجاورة..
فلا يسعنا إذاً إلا أن نستحسن هذه المبادرة و ليكن من وراءها من يكون، رغم أننا على علم بهؤلاء الشباب و (الشابات) الذين يقفون وراءها، حتى و لو تم اتخاذها من طرف البعض كوسيلة لتصفية الحسابات السياسية و المناوشات الضيقة السابقة لأوانها، و الأرجح أن شرارة هذه الحملة انطلقت من الحدود “المكسيكية” من أمام قصر المؤتمرات..
عين العقل، بالنسبة لمساهمتنا في هذا الوسم، هو أن يعلم الجميع بما فيه نحن كمواطنون و كفئة شبابية طموحة تبحث عن التغيير و رؤية مدينة ورزازات في حلة جديدة، أو كحاضرة من الحواضر المتقدمة، كما تمناها عامل الإقليم ذات كلمة له خلال اللقاء التشاوري الاخباري الذي نظمته جماعة ورزازات في مارس الماضي، من أجل إعطاء انطلاقة إعداد مشروع برنامج عمل الجماعة لسنة 2023-2028، و الذي بالمناسبة، مازلنا ننتظر الفريق الذي تم تكليفه بهذه المهمة أن نرى استراتيجيته و منهجيته في ذلك.. و بما فيه كذلك المسؤولين المنتخبين سواء من الأغلبية أو المعارضة و كل الفاعلين السياسيين و الاقتصاديين و حتى الفاعلون الثقافيون و الرياضيون، يجب أن يعلم كل هؤلاء أن المرحلة مرحلة صمود و تحدي و تظافر الجهود من الجميع من المسؤول في أعالي المناصب إلى المواطن البسيط الذي لا يملك قوت يومه إلا بشق الأنفس، يجب علينا أن نهتم بالشأن المحلي و العمل على انجاح هذه المبادرة حتى لا يكون مصيرها الفشل أو النسيان..
كما أن المجالس الحالية سواء في ورزازات المدينة أو جماعة ترميكت أو في باقي المجالس و الجماعات الأخرى قد لا يستقيم أن نتهمهم بالخذلان أو أن نحملهم مسؤولية الأوضاع المتراكمة وهم في بداية ولاياتهم، بقدر ما يمكن لنا المراقبة و المتابعة و الحضور لدورات المجالس و مطالبتهم بتنزيل برنامجهم الإنتخابي إلى أرض الواقع بكل شفافية و وضوح كما وعدونا إبان حملتهم الانتخابية.
و الغريب أن المجلس البلدي و جماعة ترميكت المعنيين أولا بهذه الحملة، لم يتفاعلوا معها بأي شكل من الأشكال، لا بلاغات لا بيانات لا تطمينات و لا هم يحزنون! علما أنهم خلال الحملة الانتخابية (مكاين غير أيهايا)، رغم ما جادت به علينا و عليهم هذه الحملة من كثرة صور الحفر و الأرصفة المبعثرة و الحدائق الجرداء القاحلة و الكلاب الضالة الحاكمة في الشوارع و الأزقة،حتى بلغ بهم الأمر إلى مهاجمة فتاتين و إرسالهما إلى المستعجلات، و مع ذلك مايزالون يسيطرون على شارع محمد الخامس ليلا و جهارا، كما رأينا ينابيع الصرف الصحي و حاوية أزبال واحدة لكل ألف نسمة، و روائح و دخان المطرح الذي يخنق ساكنة جماعة ترميكت و ما إلى ذلك من المشاهد المؤلمة من أفلام هوليود إفريقيا الواقعية..
كما يُتداول أن هناك لبنات اسمنتية تم جلبها لبناء سور مقبرة في “تݣمي نالجديد ” و بين عشية و ضحاها اختفى “الياجور” من مكانه! ربما قد يكون ” تنادم معه الحال” أو أن أصحاب الآخرة يبنون هم كذلك بالإسمنت فخسفوا به إلى عالم البرزخ..!؟
و في انتظار الأوراش الكبرى و المصانع و “لوزينات أو داكشي” و كمطلب آني، إضافة طبعا إلى الأوراش المفتوحة رغم العشوائية التي تسير بها ، (حتى لا نبخس الناس أشياءهم) بكل من حي أيت كضيف الجديد و مناطق أخرى متفرقة و رغم كذلك “العقلية الإسمنتية” التي تغلب على هذه المشاريع “الپافية” و التي لا تعطي أي بعد للمجال البيئي بادراج مساحات خضراء أو فقط ترك أحواض خاصة بالتشجير ، فإننا نطالب بتغيير تلك المصابيح التي توجد بالشارع الرئيسي الذي هو شارع محمد الخامس، فهناك مصابيح اقتصادية (LED) قد تكون متوهجة أكثر أو إضافة مصباح آخر يؤازر و يدعم الآخر في إنارته الضعيفة، و التي تبدو من خلاله ورزازات (مدينة أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم يا حسرة) و كأنها مدينة أشباح..