هشام الإمامي
لاحظنا في الأونة الأخيرة أن هناك حركة و دينامية تفاعلية مستحسنة لدى بعض السياسيين المحليين بورزازات ، مقارنة بما سبقهم في هذا الميدان، باستثناء بعضهم ، ربما قد نذكرهم أيضا في هذا المقال، حسب ما كان يصلنا منهم من تحركات و أنباء متفرقة.
سنبدأ بأول هؤلاء الجدد و نترك بعض القدماء إلى آخره..
هذا النائب أعطى نفسا جديدا للسياسيين الشباب في المغرب، و ليس فقط في الإقليم و الجهة، لقد بدأ مشواره على نهج أسلوب “الحكامة الجيدة”، و أبان عن حسه المسؤول و بمنهجية السياسي الديمقراطي الحداثي الذي يحاول التزام بمبدئه الإنتخابي ، يقوم بتحديث قائمته و مذكرته بشكل متواصل، مع مواصلة العمل الميداني بشكل لم يسبق لنا أن رأينا مثله بتلك الوتيرة، أضحى فاعلا نشيطا متحركا داخل الإدارة و في ساحة المجتمع و الميدان..
النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، و رئيس جماعة تارميكت السيد يوسف شيري هو الذي ينطبق عليه الوصف أعلاه.
نثمن عاليا ما قام به في أول تدخل له في قبة البرلمان، حين بدأ كلامه بلسانه الأمازيغي الأم ، رغم أنه لم يكن أول من تكلم بالأمازيغية داخل البرلمان ، حيث سبق للفنانة الأمازيغية فاطمة شاهو المعروفة في الوسط الفني ب “تباعمرانت” أن قامت بمداخلة باللغة الأمازيغية، إلا أنه أعاد من جديد الحلق الأمازيغي ليصدح هناك، و طلب بأن تبرمج قبة البرلمان بجهاز الترجمة الآلية الفورية للسان الأمازيغي بشكل فوري، فلا يسعنا إلا أن نشكره على هذا التدخل و هذا المطلب الذي يسعى إليه كل أمازيغي حر.
كما أن النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة و المعاصرة السيدة إيمان لماوي ، برهنت عن مدى إن النساء الدرعاويات قادرات على صناعة الفارق ، و اتخاذ من ملفات و مشاريع ذات أولوية، مطلبا عاجلا يجب الترافع عنه، لقد جعلتنا نحس أن الأمل في تنمية منطقتنا أصبح وشيكا ما..
كما سنذكر النائب عن الحركة الشعبية السيد عمر الباز، الذي كان كذلك ضمن هذه الفئة الشبابية التي أعطتنا نفسا عميقا نستشرف منه الأفضل في المستقبل، و من خلال تدخله الأخير و المحتشم حول نفق تيشكا جاءنا سياق عنوان هذا المقال.
كما لا ننسى المستشار البرلماني عن الحركة الشعبية أيضا، و الذي كان رئيسا للجماعة الترابية لورزازات ، السيد عبد الرحمن الدريسي الذي أصبح عضوا في مجلس الجهة و الفائز أيضا بعضويته في مجلس المستشرين، هذا النائب اتهم بالكثير في الشارع الورزازي بأنه لم يقدم شيئا مهما لورزازات، كاتهامه بإعطاء أولوية مسبقة لأصوله الفلالية، بحيث كان أبرز اتهام هو أنه لم يدافع عن أولوية مدينة ورزازات لتكون عاصمة لجهة درعة تافيلالت بدلا من مدينة الراشيدية التي ينتمي إليها، و مبدئيا الإتهام في محله ، لاسيما أن سد تويين الذي تم تشييده بغلاف مالي يقارب مبلغ ميزانية جهة درعة تافيلالت الحالي، تم تسميته باسم “مولاي علي الشريف”، الذي يعتبر اتهاما إضافيا لهذا البرلماني بمحاباة أصله. لكن من وجهة نظرنا أن هذا النائب قد نقوم باضافته إلى لائحة هؤلاء النواب الجدد النشطاء ، بما أبان عليه خلال ولايتيه من دينامية و فاعلية رغم الصعوبات التي رافقت مرحلة ترؤسه، و على غيرته التي أثبتها من خلال مداخلاته المتكررة سواء بالنسبة للجهة و كذلك الإقليم،
صراحة كنا من الداعمين الإفتراضيين له لولاية ثالثة، لقد كنا شبه مقتنعين بحصيلته رغم محدودية نتائجها و كذلك المبررات التي قدمها خلال تقديم حصيلته بما لها و ما عليها.
إما فيما يخص أن تكون الرشيدية مقرا للجهة فلا يضرنا ذلك في شيء، و حتى تسمية سد تويين باسم مولاي علي الشريف فلا يضرنا كذلك في شيء ، و لا مانع لدينا من منتخب “أجنبي” أن يقوم بشؤوننا الداخلية الضرورية، إن كانت على أكمل وجه..
فتافيلالت لها ثقل معنوي و تاريخي في هذا الصدد ، فلن ينفعنا أن ننافسها فيما هو إداري بقدر ما يهمنا النهوض بالجهة ككل فيما هو اقتصادي و اجتماعي و تنموي، و جعل المشاريع متساوية و متكافئة للأقاليم الخمس للجهة.
كما سنذكر النائب البرلماني السابق عن حزب “الجرار” المعارض ، السيد اسماعيل لماوي عن نهجه نفس الأسلوب و الترافع في عدة قضايا التي تخص المنطقة، بالرغم من انعدام النتائج.
كما نحيي رئيس مجلس الإقليمي عن الحركة الشعبية السيد سعيد أفروخ على روح المسؤولية و على تواصله الدؤوب من خلال صفحته الإلكترونية و مشاركة كل مستجدات الساحة الإقليمية.
حتى رئيس جهة درعة تافيلالت السيد اهرو أبرو لديه نفس الدينامية في هذا العمل الميداني، رغم أن النتائج المرجوة لم تظهر بعد في أرض الواقع، لأننا حاليا نذكر فقط بعض الإنطلاقات المشجعة.
الطريف و الغريب شيئا ما في هذه الإنطلاقة، أن أغلب الجماعات بدأت بمشاريع و اتفاقيات شراكة لإنجاز المشاريع المبرمجة، كان من أبرزها جماعة تيديلي برئاسة السيد عزيز الكرعي عن حزب “الحمامة”, حيث باشرت مشروعا للصرف الصحي و مشاريع أخرى مواكبة، و كذلك جماعة سيروا التي يترأسها السيد بلعيد أيت حساين عن نفس الحزب، قامت بتوقيع محضر التسليم المؤقت لمشروع بناء سد تلي مع ربطه بقناة للري ، أما رئيس جماعة تازناخت السيد حامد أمزيل عن حزب “الجرار” أخذ زمام الأمور من أولها و غلب عليه الحماس فخرج و بدأ بكنس أرصفة الشارع بنفسه و يقوم بصباغتها، إلا جماعة سكورة أهل الوسط التي أول ما فكرت فيه و أنها تحتاج إليه هو المقر ، تماما كما وقع للجهة التي قررت تسريع وتيرة بناء و انجاز مقرها الجديد، فيمكن ربط هذين المثالين بنموذج مصغر لآخر. أو يمكن ضربه بالمثل المغربي القائل “أش خاصك العريان، الخاتم أمولاي”.
على كل، هذه نماذج من الحقل السياسي باقليمينا العزيز ، و التي نود أن تعطي قيمة إضافية قوية لجعل هذه المنطقة مفخرة لأبنائها، و النهوض بها إلى مصاف الجهات ذات ديناميكية تنموية متوهجة.
و الأهم من ذلك أنه على كل من لديه حس المسؤولية و لديه اهتمام بالمصلحة العامة، و يمتلك العزيمة و الإرادة لتنمية هذه المنطقة المتخلفة عن الركب التنموي و الحداثي و الإقتصادي، أن يقوم بواجبه الذي أسند إليه، فبالإضافة إلى الأمور الضرورية الملحة كالصحة و الشغل و التعليم و فك العزلة التي وعدتم بالترافع عنها و تنزيلها على أرض الواقع، يجب علينا كذلك أن نقوم وقفة رجل واحد ، مع الإلحاح الشديد لجعل طلب ملف “نفق تيشكا” مطلبا أساسيا و ضروريا و أهم من جميع المطالب، لأن هذا المشروع سيكون بمثابة حل %50 من مشاكل الجهة، خصوصا بالنسبة لساكنة إقليم ورزازات و زاكورة و تنغير، و سيكون صلة وصل جد مهمة لتقليص المسافة و ما سينتج عنها من حركة اقتصادية هائلة.
فعليكم بالإتحاد حول هذا المطلب بكل ما أوتيتم من مبادئ و جهد و مسؤولية، و أن تكون المبادرة تلوى الأخرى ، و البحث عن موارد و اتفاقيات و عقد شراكات مع جهات وطنية و دولية ، و أن لا يبرح الملف دواليب الوزارات و “صالونات الرباط” المكيفة ، اعطوا الدبلوماسية المحلية حقها، نفق تيشكا مشروع وطني مهم، يمكن لملك البلاد أن يعطي الإشارة إلى إنجازه و لو أمر باقتراض تكلفته، إن كان الإلحاح على هذا المطلب بشكل جدي و قوي من طرف كل من له الحق في هذا المشروع مسؤولا كان أو مواطنا عاديا، و يمكن مقايضة هذا المشروع لمدة محددة لشركات دولية بمنطق “رابح رابح” ، أو إنشاء صندوق وطني و دعوة الصناديق الوطنية الأخرى و حتى الأجنبية بالمساهمة فيه.
المهم و الأهم هو المطالبة بهذا المشروع بشكل مستمر ، وفتح نقاشات و ندوات و لقاءات تواصلية مع مكاتب الدراسات و المهندسين لبلورة الأفكار و طرح نماذج مشابهة و نظريات و اقتراحات و ما إلى ذلك لجعل هذا الملف مفتوحا إلى غايته، حتى يكون هذا الملف كذلك من بين الضروريات الملحة للحكومة للقيام بتخصيص التكلفة المالية لإنجازه.
أما المطالبة به بتلك الطريقة المقتضبة و المحتشمة ثم ننتظر أن يخرج مشروع هذا النفق إلى حيز الوجود، فقد يخرج قوم “ياجوج و ماجوج” و يبقى نفق تيشكا مبهما إلى الأبد.