رأي

ليس في القنافذ ما هو أملس


خالد بلبعير 

ليس في القنافذ أملس أثارني هذا المثل الشهير من أجل الدخول في مونولوغ صامت و غاضب


وجوه سياسية أخرى و أسماء جديدة، ورؤساء مجالس منتخبة لا نعرف عنهم شيئا، فعلا إنه شر ‘البلية’ كما يقال، فمن حق أي مغربي أن يلجئ الحياة السياسية، بشرط أن يمارس الديمقراطية و العدالة و الحرية.

أحيانا يغمرني الشعور بالفضول لكي اسأل عينات عشوائية من الجيران، عن المرشح الذي انتخبوه ولماذا، وكانت معظم إجاباتهم متشابهة شيئا ما و هي الترافع عن مصلحة المنطقة، و هناك من لازال يؤمن بالتقاليد و الاعراف المتعلقة بحضور الولائم و المناسبات للمعنى بالامر، و منهم من ينتخب فلان للقرابة العائلية،ومنهم من قال “بالعلالي شديت زرقالاف” الإجابات كثيرة و الضحية في سبات عميق لمدة انتهاء الولاية الانتخابية، و هنا استوقفني مثال صارخ لتلك الحرب الخفية التي تتم على يد من يهم الأمر “ليس في القنافذ أملس”.


تتكرر مجموعة من مشاهد السينما ذات الأبعاد الثلاثة، مع كل استحقاق انتخابي خاصة بالدواوير والمناطق الساكنية الصغيرة بالوطن المقهور، حيث تمتد الولائم الانتخابية لأيام بمنازل المرشحين الفائزين لتداول التحالفات مع “احتجاز” الفائزين منهم بالإقامات، و الفنادق المصنفة وتوفير جميع ما يحتاجون إليه، لغاية ليوم اختيار رئيس الهيئة المنتخبة.


بعد انتخاب رئيس المجلس، و العابر الذي يمر في الأزقة والإحياء الشعبية، خلال تلك الأيام، لا يشم سُوى روائح  اللحم و الدجاج المحمرة، و الأكل المتنوع، و سماع الفلكلور والأهازيج الشعبية، في غياب تام لاحترام حالة الطوارئ الصحية.


لستُ من المحللين السياسيين المغاربة في الجانب الانتخابي و لكن ما يمكن قوله ان الانتخابات،  كانت كجسر عبور تلك السيدة التى تدعى حليمة عبر محطات مجهولة الهوية لمدة من الزمن، لكي تعود المسكينة إلى عادتها القديمة، لكن ما يحز في النفس، ويدعو المواطنين إلى طرح التساؤلات عديدة، أن هذا الوطن، تظهر فيها من حين لآخر وجوه مغمورة، لا تدخل مستنقع السياسة، بالعلم والتكوين، والكفاءة في المجال، بل من الجانب المعروف “مول شكارة” او عبر تقنية التحكم عن بعد، “زعمة تسيير ديال التليكوموند”

 مجموعة من الزعماء يعتقدون أنهم يملكون المصباح السحري، من اجل تحقق الرغبات، والطموحات، الخاصة بالساكنة على جميع الأصعدة؛ لكن بعد أن يحالفها الحظ وتنجح ، تنسى كل شيء وتتنصل من وعودها السابقة، ومع مرور الوقت يكتشف المواطنين أن ذلك الخطابات مجرد فلاش ووعود زائفة، يستحيل تطبيقها على أرض الواقع، وأنها كانت تسعى فقط الى تضليلهم والتلاعب على مشاعرهم، من خلال طرح قضاياهم؛ واهتماماتهم و مشاعلهم اليومية، وأنها ترشحت من أجل الشهرة والسمعة، وتوسيع نفوذها، والدفاع عن مصالحها الإقتصادية، والنفخ في ثروتها وتضخيمها، وتبييض ماضيها المشكوك فيه، بمناصب سياسية مختلفة.


مع دخول مرحلة العد العكسي للحسم في تشكيل المجالس الاقليمية، هل سيتكرر سيناريو التهافت السياسي على الفائزين في اقتراع 21 شتنبر الجاري، بظلاله على المشهد الانتخابي، هل سيتم  اختفاء العشرات منهم عن الأنظار في ظروف غامضة، قبل أيام من انعقاد اجتماعات انتخاب هياكل تلك المجالس، في حين شرعت بعض الأحزاب  الفائزة في هذه الانتخابات  في مفاوضات وعقد تحالفات مقابل مبالغ مالية خيالية و عبر الضغط من جهات “عندها الشان والمرشان” من أجل تشكيل المجالس الاقليمية، كانت لافتة عودة ظاهرة “تهريب” الفائزين في الانتخابات إلى وجهات مجهولة، من أجل ضمان تشكيل مكاتب تلك الهيئات والاتفاق على اسم الرئيس المقترح، باستعمال أساليب الترغيب المختلفة.


و على حد تعبير كبور بناني سميرس ”ما كاينش معامن” الأحزاب غير مهيكلة و الهيئات المنتخبة تعتبر دجاجة حلوب أو” مصاصة ” فمتى نعتبرها مرفقا عموميا عندما يسير بطريقة تشاركية مع الساكنة من ممثلين من الشعب و منهم من يستحق  التحية و الشكر، لأن منهم الصالح و الطالح و القانون هو من يحدد من أجرم و قرينة البراءة هي المبدأ، و خارج القاعدة القانونية فكل شيء مجرد اتهامات مجانية و أحكام قيمة و إسقاطات و استيهامات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى