درعة.أنفو – ع ا
من الظاهر أن قرار إغلاق مجموعة من ملاعب القرب بعدد من أحياء مدينة ورزازات قد شكل أزمة حقيقية وأثار عددا من الأسئلة حول فتحها في مدن أخرى، مقابل إغلاقها في وجه الشباب والطفولة في مناطق تسمها الهشاشة والفراغ القاتل وغياب بنيات ومؤسسات للترفية، وهي في أمس الحاجة أكثر من غيرها لهذه الفضاءات وخاصة في الأجواء الاستثنائية التي خلفتها ولازالت تخلفها نفسيا واجتماعيا عملية الحجر بسبب وباء كورونا.
هذا الإغلاق ليس له مبرر تقنيا وصحيا واقتصاديا، لأنها المتنفس الوحيد لشباب وأطفال مدينة ورزازات التي تعاني من الهشاشة والعوز، ولا قنوات لها لتصريف طاقاتها ومواهبها إلا هذه الملاعب.
اغلاق ملاعب القرب بمدينة ورزازات أثار موجة من الاستياء في صفوف الشباب والفعاليات الجمعوية الرياضية، الذين اعتبروا هدا القرار مجرد “عبث”، في الوقت الذي تم السماح للقاعات الرياضية والملاعب الخصوصية بفتح أبوابها…
ليالي عسيرة يقضيها هذه الأيام، رجال الأمن، حيث يجد العديد منهم أنفسهم أمام حالات أمنية تتطلب الكثير من الجهد، بفعل إقبال بعض المواطنين على الخروج ليلا، خصوصا الشباب والقاصرين، وعدم اكتراثهم بقرار الحكومة، حيث عاينت مجموعات وقد حولت بعض الأزقة إلى ملاعب لكرة القدم، فيما بعض الأحيان تتطور مطاردات هؤلاء القاصرين إلى مناوشات ورشق سيارات الأمن بالحجارة.
في مشهد من ليالي رمضان عشتها شخصيا بجماعة ترميكت، قاصرين يحاولون استفزاز قوات الدرك الملكي التي استنفرت عددا من أفرادها، مطاردات وخطط لإعتقال هؤلاء القاصرين الدين يعتبرون هده المطاردات لعبا ليس إلا، والغريب في الأمر أن الاباء لا يكترثون…
إن هؤلاء الأطفال مخالفو قرار حظر التنقل الليلي خلال ليالي رمضان لا يدركون التهم المنصوص عليها بموجب القانون الجنائي المغربي، حيث ينص الفصل 308 من القانون الجنائي، على أنه “كل من قاوم تنفيذ أشغال أمرت بها السلطة العامة أو صرحت بها، يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنة أشهر، أو بغرامة لا تقل عن مائة وعشرين درهما ولا تتجاوز ربع مبلغ التعويضات”.
إن ملاعب القرب تعتبر صمام آمان ضد الفراغ، وبالتالي وسيلة وقائية ضد خطاب الكراهية الذي أصبحنا نشاهده يوميا في ليالي رمضان.
الشباب والأطفال ينتظرون بقوة عودة الحياة لملاعب القرب حماية للشباب من الفراغ المؤدي للكراهية.