رأيورزازات

التعاونية الفلاحية حليب تمتكالت باقليم ورزازات

هشام الإمامي 

يبدو جليا أن شاحنات نقل الحليب الخاص بتعاونية “تمتكـالـت” ورزازات قد اختفت من صباحيات شوارع المدينة، كما اختفى معها منتوج الحليب الخاص بها منذ أكثر من أربعة أشهر!

فنعتقد أنه يحق لنا أن نتساءل عن مآل هذه التعاونية، التي يمكن أن تخفي بعضا من العيوب التي كان من الممكن إخفاؤها من على واجهة هذه المدينة ،

فكان على القائمين على الشأن المحلي و على رأسهم العمالة، أن تتدخل في هذا المشكل بإرسال لجنة تقصي للحقائق للوقوف على الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إفلاس هذه التعاونية، و إن كان هذا مخولا في الإطار القانوني للتعاونيات، فيجب مسائلة من كان سببا في إفلاس هذه التعاونية إن دعت الضرورة لذلك، سواء كان ذلك بسبب سوء التسيير أو بسبب اختلاسات أو بأسباب أخرى مشبوهة..

هذا فيما يخص المساءلة، أما فيما يخص محاولة توفيتها لشركات أخرى ذائعة الصيت على الصعيد الجهوي و الوطني كشركة “كوباك” أو كشركة “سيلدا”  كما يتم تداول هذا الشأن مؤخرا في الشارع المحلي، فإن  هذه المحاولة لم تكن أبدا في محلها، إن لم تكن ضربا من الجنون! 

أفلا يمكن للعمالة أو للمجلس البلدي التدخل في إيجاد حل لهذا المشكل و جعل هذه التعاونية رافعة تنموية تحسب لورزازات و لمنتوجها المحلي!

يذكر أن العمل بإنتاج الحليب بمنطقة ورزازات الكبرى بدأ منذ سنة 1980 حيث تأسست تعاونية «تمتكالت» التي انطلقت بمجموع مائة متعاون، لديهم 190 بقرة حلوب، وبطاقة إنتاجية تصل 70 ألف لتر سنويا.

وتتواجد بالمنطقة في الظرف الراهن، إلى جانب تعاونية «تمتكالت» لإنتاج الحليب بورزازات، تعاونية «درعة» في إقليم زاكورة، وتعاونية «إمليل» في إقليم تنغير، وتصل طاقة إنتاج التعاونيات الثلاث إلى حوالي ستة ملايين لتر سنويا..

كما أن هناك تعاونية الحليب لأمرزگان التي قد تكون أبرمت اتفاقية مع شركة “كوباك” لتحويل مادة الحليب التي يتم جمعها من البوادي و الجماعات التي تدخل في المجال الترابي بإقليم ورزازات إلى مقر الشركة  بتارودانت أو إلى أحد فروعها..!

فما هو دور المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي بورزازات و الغرفة الفلاحية للجهة و كذلك مؤسسة ورزازات الكبرى أو مؤسسة القرض الفلاحي إن لم يكن باستتطاعتهم المساهمة و الحفاظ على هذا المشروع التضامني القائم دون ركائز تدعمه..


 أين هو برنامج المخطط المغرب الأخضر، الذي انطلق في أبريل 2008، باستراتيجية جد طموحة تهدف إلى أن تجعل من القطاع الفلاحي المغربي رافعة حقيقية للتنمية السوسيواقتصادية للمملكة، عبر تسريع النمو، و تقليص الفقر و تقوية اندماج الفلاحة في الأسواق الوطنية و كذلك في الأسواق الدولية.

و تعتبر سلسلة الحليب في هذا المخطط من بين أهم الأنشطة ضمن القطاع الفلاحي بالمغرب، و لذلك يمكن لها أن تستفيد من عدة برامج للتنمية التي تم إطلاقها في إطار مخطط المغرب الأخضر. و ضمن المجهودات التي تقوم بها الوزارة لتأهيل هذه السلسلة، اتخذت  عدة تدابير مهيكلة تتوخى عصرنة تقنيات تربية المواشي وتحسين إنتاجية القطيع وتنظيم مربي الماشية في تعاونيات وجمعيات وتنمية الشراكة مع التنظيمات المهنية…


فأين هي استراتيجية هذا المخطط التي تتمحور حول مقاربة شاملة تغطي مجموع الفاعلين على اختلاف أهدافهم. و ترتكز بالأساس على الفلاحة العصرية و التضامنية، 

و التي يتمثل الهدف من ذلك في تطوير مقاربة موجهة نحو محاربة الفقر، و ذلك برفع الدخل الفلاحي للمستغلين الأكثر هشاشة بشكل اعتباري، و خاصة في المناطق النائية..!


 فإنه من  الواجب المحافظة على هذه التعاونية و دعمها  لتكون رافعة أساسية للمنطقة من حيث الإنتاجية و الجودة و الطراوة، و كذلك من حيث التميز بمنتجاتها و التسويق لمنتوج حليب محلي بمشتقاته، و ذلك باستيراد آليات متطورة مخصصة لهذا الغرض، و كذلك التقنيات التي يمكن الإستفادة منها من طرف الشركات الرائدة في هذا الميدان كالتلقيح الإصطناعي و القيمة الغذائية للأعلاف و كل ما يمكن الإستفادة منه في هذا الميدان، و رغم المنافسة الشرسة التي ستواجهها مع الفاعلين الرئسيين في هذا القطاع، فلا يجدر بنا أن نستسلم في مواجهة أية عراقيل.. 

لذلك نتمنى من كل من له الغيرة على هذه الربوة، أن يقدم الدعم اللازم لهذه التعاونية التي يبلغ عدد العاملين بها، أو المتعاونون معها، ما يزيد عن أربعين شخصا كأقل تقدير، أي ما يزيد عن أربعين أسرة، دون حساب فئة من الكسابة التي تزود هذه التعاونية بالحليب الخام القابل للبسترة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى