درعة.أنفو – القناة الثانية
بعد توقف دام لأكثر من أشهر، بدأت مدينة ورزازات تستعيد أنفاسها مع الفن السابع، وأولى نشاط عرفته “هوليود افريقيا” بعد إجراءات التخفيف تصوير أول فيلم سينمائي للمخرج المغربي ربيع الجوهري “سيغا”.
موقع القناة الثانية، حاور ضمن فقرة “ثلاثة أسئلة”، ربيع الجوهري حول تأثير جائحة كورونا على قطاع الانتاج السينمائي وعن أجواء تصوير فيلمه في ظل استمرار تفشي الوباء.
نص الحوار
ما حجم تأثير أزمة كورونا على قطاع الإنتاج السينمائي في الفترة الأخيرة؟
القطاع السينمائي بطبيعة الحال تأثر كثيرا بهذه الجائحة، حيث أن مجموعة من الأعمال السينمائية توقفت، ومن بينها تحضيرات لتصوير فليمي “سيغا” خلال فترة الحجر الصحي الشامل، لذلك كنا مجبرين أن ننتظر إلى غاية تخفيف الإجراءات.
أكيد أن الأزمة الحالية أرخت بظلالها على العاملين في مجال السينما الذين يشتغلون مع الأفلام الأجنبية وعلى وجه الخصوص ساكنة مدينة ورزازات التي تعيش فقط على عائدات الافلام السينمائية.
بالنسبة لتجربتي الشخصية فإن إقرار الحجر الصحي خلق لنا ارتباكا؛ نحن معتادون أن الإعداد للتصوير مع الممثلين والفريق التقني يكون بشكل مباشر عن طريق الاجتماعات، لكن مع الحجر الصحي غابت هذه المسألة لذلك لجأنا إلى تعويضها عن طريق التواصل والاشتغال باستعمال وسائل التواصل كـ “واتساب”. في تلك الفترة كنت أتساءل هل يمكنني أن أحقق نفس النتائج؟ لكن الحمد لله نجحت في أن أتواصل مع الممثلين ولو عن بعد طيلة المرحلة الإعدادية لتصوير الفيلم.
كيف مرت أجواء تصوير فيلمك السينمائي “سيغا” بمدينة ورزازات والذي يعد أول فيلم سينمائي يصور بعد إجراءات التخفيف؟
مع بداية إجراءات التخفيف وشروع المركز السينمائي في منح تراخيص التصوير، طرح لدينا مشكل كيفية الالتزام بالبرتوكول الصحي في مراحل تصوير الفيلم خاصة أن هناك مشاهد يوجد فيها تقارب بين الممثلين.
عند وضع اللمسات الأخيرة لانطلاق التصوير عملنا على توزيع مكاتب فرق التصوير في فضاء واسع باحترام التباعد الجسدي والقيام بقياس الحرارة وتوفير المعقمات واستعمال الكمامات. وفي برنامج التصوير قررنا الانطلاق بتصوير المشاهد الخارجية التي كانت لها علاقة بالصحراء والهواء الطلق لتهيئ أنفسنا للمشاهد الأخرى في ظل الإجراءات الوقائية، كما أننا حاولنا تقليل عناصر فريق العمل وإبعادهم عن مكان التصوير ومناداة عليهم عند الحاجة إليهم لتطبيق شرط التباعد. وبعد مرور أسبوع على تصوير المشاهد الخارجية انتقلنا إلى التصوير بالأماكن الضيقة وعندئذ وجدنا أنفسنا قد تدربنا على التعامل مع هذه الإجراءات الخاصة، حيث أن التحضير المحكم وتوزيع التقطيع الفني على فريق العمل سهل علينا صعوبات التصوير.
لكن من جهة أخرى طرح علينا مشكل تدبير الأفراد التكميليين المشاركين في الفيلم والذين في العادة يتجاوز عددهم 100 شخص، اضطررنا إلى تقليص عددهم إلى 70 شخصا تجنبا للازدحام ولتعويض العدد قمنا الاستعانة بالخدع البصرية لمضاعفة عددهم في مشاهد الحرب.. إلخ.
على هذا المنوال استمر التصوير لمدة خمسة أسابيع ولم نسجل أي حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في صفوف فريق العمل في الوقت الذي كنا نتوجس من هذا الجانب.
هل يمكن أن تقربنا قليلا من قصة هذا الفيلم السينمائي وأبرز أسماء الممثلين المشاركين فيه؟
قصة فيلم “سيغا” لها علاقة بموضوع ملف الصحراء المغربية، انطلقت فكرة الفيلم حين حضوري لمهرجان حقوق الإنسان بجنيف، حيث عرضت أفلام وثائقية إسبانية وفرنسية، وتعرضت لصدمة لأنني وجدت مخرجين عالميين يعرضون فكرة مغلوطة وكاذبة عن ملف الصحراء المغربية ويقولون إن سكان الصحراء هم عرب حسانيين وسكان الشمال هم أمازيغ وأن هؤلاء هجموا على سكان الصحراء واستعمروهم، والذي استفزني أكثر وحز في قلبي أنه تم عرض خريطة المغرب مقسمة من جهة الجنوب، لذلك استنتجت أننا نحن كمخرجون مقصرون في هذا الجانب ولم نوصل قضيتنا الوطنية بالشكل الصحيح إلى العالم ومن هنا انطلقت فكرة الفيلم الذي ركز على الأواصر التاريخية والعرقية ما بين سكان الصحراء وسكان الشمال.
أما بشأن الممثلين المشاركين في فيلم “سيغا” يبلغ عددهم 45 ممثلا وهم: فاطمة بوشان، حسين بوحسين، توفيق شرف الدين، حسن الخيام، فضيلة الهامل، سارة الدرويش، مصطفى التوبالي، حمادة أملوكو ومصطفى الزغاري.
في نظرك، ما مدى مساهمة الإنتاج السينمائي في خدمة القضية الوطنية خاصة أن فيلمك يلامس موضوع الصحراء المغربية؟
بطبيعة الحال السينما لها مساهمة فعالة في تصحيح بعض الأفكار المغلوطة عن ملف الصحراء والتي تروجها بعض الأجندات السياسية، وبما أن الحقيقة توجد في الكتب التاريخية وأن الغالبية ابتعد عن القراءة، فهنا يبرز دور السينما في إيصال المعلومة التاريخية بشكل صحيح، وبالتالي بحثت في الكتب والمخطوطات التاريخية لنقل الحقيقة عن هذا الملف بطابع سينمائي وجمالي لتقريبها للمشاهد.
وفي الاخير، عبر منبركم هذا أوجه التحية لمصطفى بوحلبة على الإنتاج الذاتي لفيلم “سيغا” لكي يساهم فنيا في قضية الصحراء المغربية.