الأزواج يميلون إلى عدم التقيد والخروج من دائرة المراقبة (بيكساباي)
العلاقات الإنسانية عالم واسع من المعطيات التي يصعب تحليلها بصورة واضحة ولا يمكن إخضاعها لقوانين ثابتة، والكلام عنها مجرد خطوط عريضة قد تصيب أحيانا، وقد تخيب أحيانا أخرى في فهمها والتعامل معها.
والعلاقة بين الزوجين من أكثر العلاقات تعقيدا فكل شخص جاء من بيت وبيئة مختلفة عن الآخر، له عاداته وأسلوبه، عيوبه ومميزاته، ولهذا الاختلاف مذاق خاص حينما يمزج في حياة واحدة تجمعهما.
وصف الكاتب جون غراي الرجال في كتابه الشهير (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)، بأنهم مثل الأحزمة المطاطية، والنساء عندما يسحبن هذا الحزام بشدة في أي اتجاه، فإنه سيمتد إلى النهاية ثم يعود مرة أخرى بكل قوة وارتداد.
وهذه حال الرجل كلما ابتعد وانسحب فهو بحاجة إلى الاستقلال لوقت محدد ليعود بحب ربما يكون أقوى من ذي قبل، فلا تنزعجي عندما يتركك ويذهب لأنه يحتاج إلى مساحة يفكر فيها دون تقيد. كما توجد أسباب أخرى وراء ذلك، ومنها:
1- التحرر من القيود الزوجية
يميل الأزواج إلى عدم التقيد والخروج من دائرة المراقبة، حيث يشعرون في البيت بأنهم ليسوا على حريتهم، وحسب ما نشر موقع (فاميلي لايف)، فإن هذا الشعور يجعلهم ينفرون من توجيههم ببعض التعليمات أو الإرشادات من قبل زوجاتهم، والتي يفسرونها بتصحيح ونقد ما يقومون به.
بينما عالم الأصدقاء يعطيهم قدرا من الحرية التي يفتقدونها في البيت، مما يجعل الخروج معهم في مقدمة الأولويات لديهم، فالجميع يتحدث دون تقيد أو تصحيح.
وتنصح “ميغان ويكس” -خبيرة العلاقات الإنسانية- الزوجة “دعيه يخطئ وأعطيه مساحته، فكثرة توجيه التعليمات تجعله يشعر بعدم الأهمية، وتكرار اللوم وتراكمه يجعله يبتعد”.
كونك زوجة ليست الضمانة الكافية لكسب شريك حياتك دائما (بيكسلز)
2- الصديق قبل الزوجة
كونك زوجة ليست الضمانة الكافية لكسب شريك حياتك دائما، فالرجل يحتاج أن تكوني أيضا له صديقا يعود إليه ليشاركه تفاصيله ويأخذ رأيه في شؤون حياته. فالمفتاح بين يديك، استمعي له دون انتقاد، احتويه وادعميه قدر المستطاع.
عدم اهتمام بعض الزوجات بهذا الدور وأهميته عند الرجل، يجعله يبحث عن صديق خارج المنزل ليستمع إليه وقت الحاجة.
3- الهروب من أصابع الاتهام
الشكاوى المتكررة والتركيز على العيوب من الأمور التي تغفل الزوجات خطورتها على الحياة الزوجية، فالرجل يحتاج إلى الشعور بالتقدير بين وقت وآخر، كما أكدت ويكس في موقع (ذي ليست)، أنه نقطة جذب أساسية ومشتركة بين الكثير من الأزواج.
وعادة ما تنشغل الزوجات في أمور الحياة اليومية وتركز على “لماذا لم تلق القمامة في الخارج؟” وسرد ما نسي القيام به. بدل من ذكر امتنانها بما فعل في موقف آخر، في بداية تجذبه وتشعره بالتقدير، ثم يمكنها طلب ما تريد دون توجيه اللوم.
لا تقومي بدور الأم المربية مع زوجك (مواقع التواصل )
وينصح “جون غراي” المرأة أن تتبع الطرق التالية إذا أرادت أن تطلب شيئا من زوجها:
مراعاة التوقيت المناسب: احذري من طلب أن يقوم بشيء ما وهو كان يخطط للقيام به، ولا تطلبيه إذا كان منهكا ومتعبا.
الإيجاز: لا داعي لإعطاء قائمة بالأسباب التي توجب عليه مساعدتك، فعندما تطلبين شيئا من الرجل افترضي أنه ليس من الواجب إقناعه.
اتباع الأسلوب المباشر: مثال ذلك “هل لك أن تأخذني خارج المنزل هذا الأسبوع”، بدل من “إننا لم نخرج من أسبوع”.
تدربي على طلب المزيد: حتى وأنت تعلمين أنه سيقول لا، وإذا قالها تقبلي رفضه بقولك “لا مشكلة”، سيكون وقعها جميلا على أذنيه ويتذكرها في المرة المقبلة عند طلبك ويكون أكثر استعدادا لأن يعطي.
4- تعليمات الأم
المرأة بطبيعتها كثيرة القلق وتعبر عن ذلك أحيانا بقائمة التعليمات التي تلقيها على زوجها وهي تغفل أنها بذلك تذكره بأمه في طفولته.
تعليمات مثل “لا تنس أخذ الفيتامينات، خذ معك المظلة فاليوم ممطر”، هي بمثابة نصائح تشكل قيودا حول الرجل، تجعله يبحث عن كيفية الخروج منها بجميع السبل.
وتذكري أن هذه الأشياء الصغيرة يمكن أن تتراكم لتخلق جدارا من الاستياء والمقاومة لديه، وكما يقول الكاتب جون غراي “إذا كنت امرأة فلا تقدمي للرجل أي نصيحة ما لم يطلبها منك”.
لا تزيدي على زوجك شعوره بعبء إضافي بدلا من مساندته والتخفيف عنه (بيكساباي)
5- دوامة الحياة الخانقة
الحياة بطبيعتها مزدحمة بالتفاصيل والأحداث، فلا تزيدي على زوجك شعوره بعبء إضافي بدلا من مساندته والتخفيف عنه.
مشاكل الأطفال والمدارس والعمل والمصروفات، كل ذلك كفيل بخلق شعور القلق والخوف من المسؤوليات المستقبلية.
هذا لا يمنع من الإخفاقات بين الحين والآخر بحكم الطبيعة البشرية، فلا داعي للتركيز على المحاولات الفاشلة، فالرجل إذا شعر بأن ما يقوم به غير مرئي لزوجته وشريكة حياته، فإن ذلك يجعله يكف عن المحاولة فيما بعد، كما تقول (ويكس). بينما إذا شعر بأنه موثوق فيه، فذلك يجعله متمكنا وقادرا على مزيد من العطاء لإرضاء حبيبته.
6- ترتيب الأولويات
وضع الزوج في المرتبة الثانية بعد الأبناء، يجعله يفتقد الشعور بالاهتمام، فالرجل يحتاج إلى الزوجة المهتمة بأمره، التي تخصص له وقتا -وسط زحام الأعمال- وتنتظره في صورة جذابة تجعله يشعر بأنه ما زال في مقدمة أولوياتها.
7- خارج سيطرة الزوجة
لنشأة الرجال وتربيتهم دور في ترسيخ صورة خاطئة عن المكوث في البيت، حيث يعتقد الواحد منهم أن البيت ليس مكانه الصحيح، وأن عليه الخروج للتعرف على أناس جدد وتكوين علاقات اجتماعية، وأن معظم الأدوار والمهام لا تتم إلا خارج المنزل، لذا فإن تكسير هذه الثوابت لديه يحتاج لمجهود كبير، أو بدلا من ذلك تفهم قناعاته.
المصدر : الجزيرة