افتتحت اليوم الحمعة بالريصاني، أعمال الدورة الخامسة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، بمشاركة باحثين وأكاديميين ومؤرخين وخبراء من عدة جامعات مغربية.
ويتناول المشاركون خلال هذه الدورة المنظمة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موضوع “العلاقات الدولية في عهد الدولة العلوية.. فترة السلطان مولاي إسماعيل”.
وفي كلمة بالمناسبة، قال مؤرخ المملكة ورئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، عبد الحق المريني، إن السلطان مولاي إسماعيل كان من أعظم سلاطين الدولة العلوية ولقبه المؤرخون الأجانب بـ”إمبراطور المغرب”، حيث قضى في الحكم 57 عاما خلال القرن الـ17 الميلادي، وأحكم قبضته على كل جهات المغرب، كما نجح في صد العثمانيين في الشرق والهجمات الأوروبية على المدن الساحلية المغربية وتحييد مراكز التمرد التي كانت موجودة في مناطق معينة من البلاد.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تابع السيد المريني، تميز عهد السلطان مولاي إسماعيل بتبادل عدة مراسلات وبعثات دبلوماسية مع ملك فرنسا لويس الرابع عشر وملوك إسبانيا تشارلز الثاني وفيليب الخامس.
وأوضح أن السلطان مولاي إسماعيل، أبرم في عهده اتفاقيات مع ملوك الدول الأوروبية، مثل اتفاقية السلام والتجارة الموقعة بين المغرب وهولندا، واتفاقيات تبادل الأسرى مع عدة دول أوروبية.
وأشار مؤرخ المملكة إلى أن السلطان مولاي إسماعيل حافظ على العلاقات الديلوماسية مع عدة دول مسيحية قريبة من المغرب، من خلال مبعوثين، مضيفا أنه بدوره استقبل مبعوثين من هذه الدول لإبرام اتفاقيات للسلام والتعاون وبناء التحالفات.
من جهته، سلط وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، الضوء على مكانة جامعة مولاي علي الشريف كمنتدى علمي ومعرفي رفيع المستوى على المستوى الوطني، فضلا عن جهودها للحفاظ على القيمة الرمزية لتافيلالت مهد السلالة العلوية.
وأوضح السيد بنسعيد، أن المغرب بلد الحضارة والتاريخ لم يتوقف عن كونه في قلب التفاعلات الحضارية والإنسانية عبر مختلف مراحل التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر.
كما شدد الوزير، على أهمية المشاريع التنموية في مجالات الثقافة والفنون والحفاظ على التراث المادي وغير المادي، المنجزة بجهة درعة تافيلالت وفي مناطق أخرى من المغرب.
من جانبه، نوه رئيس مجلس جماعة مولاي علي الشريف، عبد العالي حجيوي، بالقيمة العلمية الكبيرة للمؤتمرات التي تنظم في إطار جامعة مولاي علي الشريف، من حيث أنها تتيح الفرصىة لتسليط الضوء على الملاحم المجيدة من تاريخ المملكة.
ورحب بالجهود التي تبذلها اللجنة العلمية بجامعة مولاي علي الشريف في هذا الاتجاه من أجل تجسيد فلسفة هذا الملتقى، واصفا اختيار موضوع هذه الدورة بـ “الحكيم” الذي يشهد على الأهمية الكبيرة التي يحتلها المغرب في العلاقات الدولية.
وبهذه المناسبة، زار المشاركون معرضا لصور السلاطين وملوك الدولة العلوية، من إعداد الفنانين جوانا ولحسن محمودي، بالإضافة إلى افتتاح معرض اللقى الأثرية لموقع سجلماسة التاريخي.
ومن المقرر عقد مؤتمرين بمشاركة باحثين ومؤرخين حول مواضيع تتعلق بالعلاقات الدولية للمغرب في عهد السلطان مولاي إسماعيل خلال هذه الدورة من جامعة مولاي علي الشريف الممتدة على مدى يومين (25-26 نونبر).
وتميزت الجلسة الافتتاحية للدورة الـ25 لجامعة مولاي علي الشريف بحضور عامل إقليم ميدلت، مصطفى النوحي، ورئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، أهرو أبرو، إلى جانب شخصيات من عالم الثقافة والفكر.