
يشهد قطاع النقل الطرقي من مدينة أكادير نحو مدن الجنوب الشرقي، خاصة ورزازات، زاكورة وتنغير، ارتفاعًا صاروخيًا في أسعار التذاكر، بالتزامن مع فترة الامتحانات الجامعية واقتراب عيد الأضحى، ما أثار موجة غضب واسعة في صفوف الطلبة وعموم المسافرين.
وأكد عدد من طلبة جامعة ابن زهر، في تصريحات متطابقة، أن الأسعار تضاعفت بشكل غير مبرر، حيث تجاوز ثمن تذكرة أكادير – ورزازات على سبيل المثال 200 درهم، في حين كانت لا تتجاوز في الأيام العادية 120 درهمًا.
واعتبر الطلبة أن ما يحدث هو شكل من أشكال الاستغلال البشع لظروفهم الاجتماعية، خاصة وأن أغلبهم ينحدر من أسر ذات دخل محدود.
ويأتي هذا الارتفاع في وقت حساس، يجمع بين فترة الامتحانات الجامعية التي تستدعي تنقل عدد كبير من الطلبة إلى مدنهم لقضاء عطلة العيد، وبين الضغط المتزايد على وسائل النقل، وسط ما وصفوه بـ”الغياب التام لأي مراقبة من طرف الجهات المختصة”.
ويقول أحد الطلبة المحتجين:
“نشعر بأننا خارج حسابات الدولة، لا مراقبة، لا حماية، فقط استغلال لمعاناتنا كل موسم. هل من المعقول أن يُصبح التنقل لزيارة الأسرة عبئًا ماليًا بهذه الطريقة؟ إنها الحگرة بعينها.”
وقد أطلق عدد من الطلبة نداءات عبر مدرجات كليات ابن زهر باكادير، مطالبين بـــتدخل عاجل من وزارة النقل والسلطات المحلية لوضع حدّ لما وصفوه بـ”الجشع” الذي يمارسه بعض أرباب الحافلات وسيارات الأجرة الكبيرة.
وطالب المتضررون بإحداث تسعيرة موحدة وشفافة، وتكثيف المراقبة من طرف شرطة النقل، إلى جانب توفير حافلات إضافية مدعومةخلال الفترات الحساسة، خاصة لفائدة الطلبة الذين يشكلون فئة اجتماعية حساسة ومؤثرة في النسيج الجامعي والوطني.
وفي غياب أي إجراءات ملموسة، يبقى مئات الطلبة عالقين بين رغبتهم في قضاء العيد وسط الأهل، وضغوط امتحانات نهاية السنة، وكلفة تنقل باتت خارج طاقتهم.