
في قلب جبال أمزري الشاهقة بإقليم ورزازات، بدأت هند حمراوي، الأستاذة الشابة ذات الـ25 ربيعًا، رحلتها في ميدان التعليم، حيث قررت خوض تحدٍ كبير منذ أول خطوة في مسيرتها المهنية. بتخصصها في تدريس اللغة الفرنسية، اختارت هند أن تكون في خدمة تلاميذ القرى النائية، مؤمنة بأن التعليم رسالة سامية تتجاوز كل الحدود والصعاب.
رغم وعورة التضاريس وبعد المسافات، تقطع هند يوميًا الطريق إلى المدرسة بابتسامة وإصرار. تعي تمامًا أن مهمتها ليست مجرد نقل المعرفة، بل هي أيضًا إشعال شمعة الأمل في نفوس التلاميذ. تقول هند: “اخترت أن أبدأ من هنا لأن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى فرص متساوية، وتعليم جيد يمكن أن يغير مسار حياتهم.”
تتميز الأستاذة الشابة بحماستها وحبها للعمل، حيث تسعى جاهدة لإضفاء لمساتها الإبداعية في التدريس، مستخدمة طرقًا حديثة لجعل اللغة الفرنسية أكثر قربًا وسهولة لتلاميذها. كما تبذل جهودًا كبيرة لبناء علاقة إنسانية وداعمة مع تلاميذها، لتصبح بالنسبة لهم مصدر إلهام وأمل.
هند حمراوي ليست فقط نموذجًا للمربية الشابة الطموحة، بل تجسد أيضًا قصة التفاني في خدمة الوطن من قلب المناطق التي تحتاج إلى المزيد من الجهود والتضحيات. ورغم التحديات، تؤكد أنها عازمة على المضي قدمًا في مشوارها التعليمي، وهي على يقين بأن أثرها سيمتد بعيدًا في أفق حياة هؤلاء الأطفال.