تحت حرارة شمس زاكورة التي تتجاوز 45 درجة، وفي غياب مسابح عمومية في المتناول بالمدينة و جفاف وادي درعة، وجد مجموعة من الأطفال نافورة شارع محمد الخامس ملاذا مفضلا لأجل الارتماء في مياهها، واقتناص لحظات انتعاش منها، هربا من أجواء الحر المخيمة على المدينة خلال فصل الصيف، لتشكل هذه النافورة، فضاء مجاني مفتوح للعموم، دون قيد أو شرط، لذلك قصدها عدد من الأطفال، فيختلط الجميع داخل مياه واحدة، مادام أن الهدف واحد هو التخفيف من وقع الحرارة الملتهبة، يصيحون بملء حناجرهم، ويرش بعضهم بعضا، لم يجد هؤلاء الأطفال سوى بركة مدارة شارع محمد الخامس للاستحمام غير واعين بخطورة الأمر و ما ينجم عنه من أمراض كما هو الحال بالنسبة إلى الأطفال الذين يتصبب العرق من أجسادهم الصغيرة، يتجهون مباشرة نحو البرك المائية رغم الأوساخ التي تميزها، فتجدهم يرتمون في أحضان تلك المياه الملوثة، غير مبالين بالمخاطر، عسى تلك الأجساد الصغيرة تأخذ نصيبها من الرطوبة، حيث تتحول جل البرك المائية، في غمرة الحرارة المرتفعة إلى مسابح للاحتفال ضد الحرمان والتهميش، فتنتشر الابتسامة على الوجوه وتعم الفرحة بين أبناء الضعفاء، وكأنهم يريدون تأكيد مقولة: “الفقر والسعادة” وبعث رسالة إلى الذين لا يبذلون أي مجهود لإسعادهم، وتحقيق حلمهم بالسباحة والاستمتاع بمسبح يؤمن سلامتهم، ومكان يقيهم من الحرارة المفرطة.
وفي ظل عدم وجود متنفس لهولاء الأطفال بزاكورة، يتطلب ذلك تدخل الجهات المختصة، لخلق فضاءات لقضاء أوقات الفراغ وإنشاء منتزهات ومسابح بإمكانها استقطاب الآلاف من الأطفال والشباب وانتشالهم من الضياع والحرمان و الموت المجاني في وادي درعة خلال كل طلقة للسد، و في ظل عدم تمكن المجالس المنتخبة من برمجة مسابح لساكنة زاكورة، في انتظار ذلك تبقى هذا النافورات وحدها ملجأ لأطفال المدينة المنسية للسباحة و اللعب، أما المحظوظون من أبناء الأسر صاحبة الدخل الجيد فيجدون في المسابيح الخاصة متنفسا، كم هو الحال لرحلاتهم إلى المدن الساحلية و الجبلية الأكثر برودة.
فإلى متى ستبقى هذه المدينة التاريخية والسياحية بامتياز دون هذه الفضاءات؟ وإلى متى سيبقى أبناء هذه زاكورة، محرومون على عكس أبناء المدن الأخرى، من فضاءات للنزهة والترفيه؟