مجتمعورزازات

المساحات الخضراء و فضاءات الترفيه في مدينة ورزازات: أزمة بيئية واجتماعية أم أزمة في الإدارة والتخطيط؟

ل.ب

تعد مدينة ورزازات، الواقعة جنوب شرق المغرب، واحدة من أبرز المدن السياحية في المملكة بفضل تاريخها وموقعها الجغرافي المميز. ومع ذلك، تعاني المدينة من نقص كبير في المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه، مما يثير قلق السكان والزوار على حد سواء.

المساحات الخضراء: حلم مؤجل

على الرغم من أن ورزازات تُعرف بمناخها الشبه الصحراوي، إلا أن الحاجة إلى المساحات الخضراء تُعتبر مطلبًا ملحًا لسكانها. فالأشجار والحدائق ليست مجرد مظاهر جمالية، بل تُسهم بشكل كبير في تحسين جودة الهواء، وتوفير أماكن للاستجمام وممارسة الرياضة، فضلاً عن دورها الحيوي في التخفيف من درجات الحرارة العالية. مع النمو العمراني المتسارع، بات من الضروري التخطيط لإنشاء حدائق ومتنزهات جديدة. فقلة المساحات الخضراء بالمدينة تجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة، حيث يحتاج السكان إلى أماكن آمنة ومريحة للترفيه والترويح.

بالإضافة إلى غياب المساحات الخضراء، تعاني ورزازات من نقص في فضاءات الترفيه، فالأماكن المتاحة حاليًا لا تلبي احتياجات جميع الفئات العمرية. الأندية الرياضية، المسابح، دور السينما، والمراكز الثقافية تعتبر شبه معدومة. هذا النقص يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة في المدينة. فالشباب يجدون أنفسهم أمام خيارات محدودة للترويح عن النفس، مما قد يدفع البعض إلى الانخراط في سلوكيات غير صحية أو غير قانونية. الأطفال بدورهم يفتقدون إلى أماكن اللعب الآمنة التي تُسهم في تنمية مهاراتهم الاجتماعية والبدنية.

في إطار تسليط الضوء على أزمة نقص المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه في مدينة ورزازات، استمعنا إلى شهادتين تعكسان آراء السكان وأحد الفاعلين الجمعويين في المدينة.

السيد أحمد ، وهو من سكان ورزازات. يقول : “نشعر جميعًا في ورزازات بنقص شديد في المساحات الخضراء، الأمر الذي يؤثر سلبًا على حياتنا اليومية. نحن بحاجة ماسة إلى أماكن للاستجمام والتنزه، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي نعاني منها. كما أن غياب فضاءات الترفيه يدفعنا إلى السفر إلى مدن أخرى، وهو ما يكلفنا وقتًا وجهدًا إضافيين.”


وكما قال ايضا سي محمد ، فاعل جمعوي نشط في المدينة “ورزازات تمتلك إمكانيات هائلة لتكون مدينة جاذبة، ولكن نقص المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه يشكلان عقبة كبيرة. نحتاج إلى تدخل فوري من السلطات المحلية والمجتمع المدني لتطوير البنية التحتية وإنشاء حدائق ومتنزهات جديدة، فضلاً عن فضاءات ترفيهية تلبي احتياجات الشباب والأطفال. مبادرات مثل حملات التشجير والتوعية البيئية يمكن أن تكون بداية جيدة لتحسين الوضع.

يجب التذكير بأن المسؤولية تقع بشكل كبير على عاتق المسؤولين المحليين على مدى السنوات الماضية الذين لم يولوا اهتمامًا كافيًا لتطوير البنية التحتية الخضراء وفضاءات الترفيه في المدينة. إن تقصيرهم في هذا الجانب حرم السكان من حقهم في بيئة صحية ومتوازنة.


للخروج من هذا الوضع، تبرز الحاجة إلى تدخل فوري من قبل المجالس المنتخبة والسلطات المحلية والمجتمع المدني، من خلال تطوير البنية التحتية الخضراء بتخصيص ميزانيات لإنشاء وصيانة الحدائق العامة وزراعة الأشجار، وبناء فضاءات ترفيهية متنوعة تشمل مراكز رياضية وثقافية تتيح للشباب والأطفال قضاء أوقات فراغهم بشكل مفيد وممتع.

ورزازات مدينة ذات إمكانيات هائلة، إلا أن نقص المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه يشكل تحديًا كبيرًا يجب مواجهته بجدية. فتحقيق التوازن بين التنمية العمرانية والحفاظ على البيئة وتوفير فضاءات ترفيهية متنوعة سيجعل من ورزازات مدينة أكثر جاذبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى