ثقافة وفنزاكورة

الفن والثقافة تقاوم الجائحة في مهرجان إفريقيا المبدعة

 


درعة.أنفو 


لا يوجد استقبال افتتاحي تقليدي لكن يوجد وقبل كل شيء الكثير من الفرح الثقافي هكذا يمكن تلخيص أمسية افتتاح مهرجان إفريقيا المبدعة يوم 17 أكتوبر 2020 من تنظيم جمعية الفينيق للإبداع الفني والثقافي بزاكورة المغرب بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق من خلال الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون SDC وبشراكة مع المركز الثقافي القناع بتونس، وقد عرف حفل افتتاح المهرجان فسحة فلكلورية ترحيبا بالضيوف من وحي تراث المنطقة الممتدة إلى جذور إفريقيا، حيث أتحفت فرقة ” كناوة ” الحضور الكريم بفقرات غاية في الإبداع ولقيت استحسانا من قبل الجمهور الذي غصت به جنبات الفضاء وكانت فرصة أيضا لجمعية نساء درعة للحفاظ على الموروث الثقافي قصد عرض منتوجاتها والتعريف بها.

تباعا حلقت فرقة دقة السيف وأقلال لزاوية البركة ضمن هذا الكوكتيل البديع لحفل الافتتاح برقصات بهيجة وآية في الجمال حيث تفاعل معها الحضور في سفر ماتع ومائز عبر الزمكان.

أما شابات وشباب الفينيق من خلال فرقتهم الموسيقية فقد حلقوا عاليا بفقرات غنائية بهيجة تعبر عن الإنسانية وروح التعاون وقيم التسامح والتعايش بين كل الأطياف البشرية عبر أرجاء المعمور.

الروح المرحة لطيور الفينيق كانت حاضرة بقوة الأشياء والتفاصيل عبر لوحات تعبيرية من إبداع يافعي الجمعية حيث أبدعوا وأمتعوا من خلال عرض تجسيدي تعبيرا عن السلام والحب العابر للحدود.

للنساء كلمة بهاته المناسبة البهيجة حيث أطربن من خلال مشاركتهن الوازنة بفقرات صادحة بالحناجر الذهبية والتي نالت إعجاب الحضور الكريم.

حفل الافتتاح عرف أيضا مشاركة شبابية بامتياز من خلال وصلات وكشكول موسيقي متنوع للطاقات المحلية الواعدة تشجيعا لها وتحفيزا من أجل المزيد من البذل والعطاء.

هذا الافتتاح لفعاليات المهرجان جاء نتيجة جهود كبيرة واستعدادات مكثفة في ظل الجائحة حيث تم احترام كل المعايير والإجراءات الاحترازية المعمول بها من لدى الجهات الصحية والسلطات العمومية المعنية، وللشباب كانت الكلمة المعبرة والأثر البليغ في التنظيم والإشراف والمواكبة والمشاركة الفعالة في مختلف فقرات الافتتاح الذي عرف حضور مجموعة من الفعاليات المدنية والسياسية بالمنطقة بالإضافة إلى ضيوفه الذين أتوا من مختلف الجهات، والذين انصبت انطباعاتهم على تثمين هذه المبادرة الثقافية وتشجيعها حيث أعرب السيد رئيس جمعية الفينيق في كلمته الترحيبية بالمشاركين على أن هذا المشروع يهدف إلى بناء رؤى فنية متنوعة ترتكز على تجذير الفعل الثقافي وتنوعه بإفريقيا كما أكد أن هذه المبادرة هي لبنة أساسية تمهد لدورات أخرى ستأخذ على عاتقها همّ وضع تصور جاد للنهوض بالإبداع في إفريقيا الغنية بالتراث الزاخر بالكنوز الثقافية الثمينة كما أشار أن هذا المهرجان يعتبر فرصة لتشجيع الطاقات النشيطة بالمنطقة وعرض إبداعاتها ضمن فقرات المهرجان : معارض ودورات تكوينية و ورشات موضوعاتية لفائدة الشباب والباحثين في مجال المسرح وكافة الفنون الأخرى بإفريقيا.

يندرج مشروع إفريقيا المبدعة ضمن اهتمامات وانشغالات جمعية الفينيق التي حاولت ترسيخها على امتداد عقد من الزمن عبر أنشطتها وعبر المهرجانات الإفريقية والدولية التي ننظمها سنويا زادت طموحاتنا لننخرط بقوة وجدية في التعريف بإفريقيا إبداعيا و وضعنا برنامجاً نأمل أن يستجيب لتطلعات شركائنا ومؤسسة آفاق إنصافاً لمدخرات إفريقيا وكنوزها الإبداعية، نعم جاءت كورونا لتقلص من مساحات الإبداع والعمل الثقافي الجاد والمثمر، لكن إرادتنا وتشبثنا بتنزيل المشروع وفقراته الموضوعة بدقة وتفكير ملي دفعتنا إلى الإصرار والمضي قدما لتوفير الشروط الملائمة الذاتية والموضوعية قصد إنجاح البرنامج وتحقيق الهدف المتوخى من أجل إفريقيا المبدعة.

استفاد شباب وشابات مدينة زاكورة يومه 19 أكتوبر 2020 بالثانوية التأهيلية المجد وبالثانوية التأهيلية سيدي صالح بتاكونيت يوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 وبمحاميد الغزلان بالثانوية التأهيلية الجديدة يوم 21 أكتوبر 2020 وذلك في إطار تنزيل برنامج مهرجان إفريقيا المبدعة من ورشات موضوعاتية حول دور المسرح في نبذ العنف وترسيخ السلوك المدني أطرها الاستاذ الجامعي والمخرج المسرحي الدكتور محمد جلال أعراب أستاذ المسرح بجامعة ابن زهر أكادير ورئيس جمعية دروب الفن من خلال عرض شريط وثائقي تم إنتاجه لهذه الغاية ومناقشة كتاب يحمل نفس العنوان، الشريط يبين بالملموس تدريبات ميدانية مركبة مع شباب وشابات يشتغلون في الموضوع نفسه. ونظرا لأهمية الموضوع وراهنيته التف الحاضرون والحاضرات حول أهمية الموضوع ومناقشته من زوايا متعددة مع إبراز دور المسرح باعتباره رافعة للارتقاء بالذوق وتهذيب السلوك وترسيخ القيم الفنية والجمالية الطاوية في ذخائر وكنوز إفريقيا المبدعة.

كل ذلك وجمعية الفينيق تطمح إلى تحقيق ما يلي :

 خلق ثقافة التقارب والتسامح بين الشعوب الإفريقية على الرغم من الجائحة.

 التبادل الثقافي والفني بين مكونات المشروع.

 صقل مواهب الشباب وتقريب الفن والثقافة إلى كل الفئات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى