درعة.أنفو – محسن عفراني
يحتفل المسرحيون العرب في العاشر من يناير/كانون الثاني باليوم العربي للمسرح، غير أن عيد هذه السنة جاء مع وقف التنفيذ، حيث أن جل القاعات المسرحية بالوطن العربي لازالت مغلقة، و لا تزال القطاعات الحكومية الوصية على هذا القطاع في الوطن العربي تبحث عن الوصفة السحرية للخروج من نفق الجائحة المظلم، فبين سندان الوباء و مطرقة الإغلاق تطرح إشكالية استمرار العروض المسرحية في ظل الإجراأت الإحترازية، إذ يصعب إيجاد طريقة تمكن من إرضاء الممارس و المستهلك على حد سواء، فعلى عكس الموسيقي أو التلفزيون وغيرهما من الفنون التي استمر انتاجها واستهلاكها في ظل جائحة كوروناء يعتبر الجمهور مكونا أساسيا من مكونات العرض المسرحي، ورغم بعض المحاولات الجريئة في بت بعض المسرحيات عن طريق الأنترنت وذلك بالاستعانة بمواقع التواصل الإجتماعي، يبقى تحديث تقنيات العمل المسرحي ضرورة ملحة وذلك بإدماج تقنيات التصوير، التسجيل الصوتي، المونتاج… ضمن المهن المسرحية، إضافة إلى التوجه مستقبلا نحو المنصات الرقمية، وفتح النقاش بين جميع الفاعلين المسرحيين وكذا القطاعات الحكومية المسؤولة عن هذا الفن، مع الأخذ بعين الاعتبار رأي الجمهور الذي استطاع أن يجد في التكنولوجيا الحديثة قناة من قنوات الاستهلاك الثقافي.
لقد مرّ المسرح العربي في جميع أنحاء الوطن العربي هذه السنة بتجربة الجائحة التي فرّقت بين الركح وعشاقه، غير أنها تحمل في طياتها بعض من الإيجابية، تجربة يجب أن تدعونا للتفكير كفاعلين مسرحيين ومسؤولين حكوميين وكذلك الجمهور العاشق لهذا الفن، لتطوير أدوات الإشتغال و عدم الإكتفاء بالطرق التقليدية و التحلي بالشجاعة على تقبل الجديد و مواكبة التطور الدولي و الإقليمي في هذا المجال.
من المؤكد أن المسرح العربي سيخرج من هذه التجربة أقوى وأحدث فلن يترك المسرحيون العرب أن تمر هذه الجائحة دون الاستفادة منها و التأقلم مع الظروف المشابهة لها والتي نسأل الله تعالى أن لا يعيدها علينا. وكل عام ومسرحنا العربي بألف خير.