محسن عفراني
بعد إعلان حالة الطوارئ في البلاد قامت وزارة الثقافة و الشباب والرياضة باعتماد الأنشطة الثقافية عن بعد، وذلك كوسيلة لضمان استمرارية الأنشطة الثقافية والفنية، وعلى غرار باقي المراكز الثقافية قام المركز الثقافي سيدي رحال- التابع للمديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش آسفي- بوضع برنامج للأنشطة الثقافية والفنية عن بعد اشتمل على عروض فنية عن بعد في الموسيقى، الحكاية، الغناء… وكذا ورشات في المسرح و الخط العربي إضافة إلى مجموعة من المشاركات الفنية في الأدب والشعر و
التوعية الدينية، كما تم تنظيم مسابقة في الإبداع عن بعد عرفت مشاركة دولية و وطنية.
حيث تم عرض جميع الأنشطة على الصفحات الخاصة بالمركز على مواقع التواصل الإجتماعي والتي لاقت متابعة كبيرة واستحسانا من طرف رواده ومن طرف الفاعلين الثقافيين.
و بالرغم من موقع المركز الجغرافي البعيد عن كبريات المدن، إلا أنه استطاع عن طريق الأنشطة الثقافية عن بعد أن يحقق تغطية واسعة مكنته من الحصول على اشعاع إقليمي و وطني.
إن هذه الجائحة رغم سلبياتها الكثيرة، تعد تجربة مهمة للفاعلين في قطاع الثقافة لتحيين أدوات اشتغالهم، وذلك لمواكبة عالم أصبح فيه الاعتماد على الأدوات الرقمية و وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة ملحة، فالمركز الثقافي سيدي رحال وعلى غرارالمؤسسات الثقافيه التي استطاعت أن تدبر المرحلة بشكل جيد كان لها تجربة في التعامل مع الوسائل الرقمية و المعلوماتية عن طريق صفحتها على الفيسبوك التي اعتادت على بناء جسور التواصل مع المرتفقين و الإدارة وكذا الفنانيين الممارسين داخل المركز، الأمر الذي أكسبه مرونة في تسيير الشأن الثقافي.
لقد أصبح تحديث وسائل و طرق الإشتغال من الأولويات التي يجب الانكباب عليها وخاصة مع بداية العام الجديد والذي لم تتحدد معالمه بعد، وذلك لتجنب سنة أخرى من الإغلاق.