![](https://draa.info/wp-content/uploads/2025/02/IMG_1020-780x470.jpeg)
في عزّ زخم العمل الجماعي، وبينما كانت الأوراق تتراكم على المكاتب، اختار رئيس مجلس جماعة ورزازات لحظة تأمل ومراجعة، ليضع أمام الرأي العام حصيلة ثلاثين يومًا من الإنجازات والتحديات التي واجهها المجلس. لم تكن هذه الحصيلة مجرد أرقام وإجراءات، بل محطات فارقة في مسار تدبير الشأن المحلي، قوامها الحكامة، الترشيد، التواصل، وتنزيل المشاريع التنموية على أرض الواقع.
حكامة فعالة وإدارة ناجعة
سعى المجلس خلال هذا الشهر إلى تكريس الشفافية والانضباط الإداري من خلال نشر القوائم المالية والمحاسباتية، وإعداد دليل المساطر، وتوصيف مهام الموظفين لضمان توزيع عادل للموارد البشرية، فضلًا عن تخصيص يومي الثلاثاء والخميس لاستقبال المرتفقين، حيث تم استقبال أكثر من 150 شخصًا يمثلون مختلف الفئات والجمعيات المهنية والمؤسسات. كما تم تفعيل خط أخضر لاستقبال شكايات المواطنين خارج أوقات العمل، إضافة إلى مداومة يوم السبت للمصادقة على الوثائق وتصحيح الإمضاءات.
مقررات دورات حاسمة
على مستوى القرارات التنظيمية، صادق المجلس على عدة مقررات هامة، أبرزها تنظيم استغلال الملك العام دون إقامة بناء، وضبط رخص الربط بالماء والكهرباء للمساكن القديمة، مما سيسهم في حل مشاكل الساكنة العالقة منذ سنوات. كما يتم التحضير لإدراج قرار يهم رخص الأنشطة التجارية والحرفية التي لا تتوفر فيها الشروط المطلوبة بالمنصة الإلكترونية في دورة قادمة.
ترشيد مالي وإداري لتعزيز الفعالية
لم يكن الترشيد مجرد شعار، بل سياسة معتمدة شملت تقليص نفقات استهلاك الماء والكهرباء والهاتف، وتحسين تدبير الموارد البشرية، وتعزيز استخلاص الباقي استخلاصه، فضلًا عن ضبط استعمال سيارات الجماعة والدراجات النارية، وتحديد معايير دقيقة لمنح التعويضات الخاصة بالموظفين.
تواصل مباشر مع المواطنين والجمعيات
إدراكًا لأهمية الانفتاح على الساكنة، نظم المجلس لقاءات تواصلية مع جمعيات الأحياء والتنمية المستدامة، والجمعيات الثقافية والفنية، والاجتماعية والرياضية، كما تم تحيين الموقع الإلكتروني الرسمي وتفعيل صفحة الجماعة على “فيسبوك”، إلى جانب إنشاء مجموعات “واتساب” لتسهيل التواصل بين الأعضاء والإدارات. كما عقدت ندوة صحفية بحضور كافة المنابر الإعلامية المحلية، وزيارات ميدانية لمختلف المشاريع والمرافق لمعالجة الإكراهات.
تنزيل المشاريع الكبرى.. تحولات مرتقبة في البنية التحتية
لم يكن هذا الشهر خاليًا من الإنجازات الميدانية، حيث تم تحريك ملفات مهمة، مثل:
- تحويل التجار إلى أسواق مؤقتة إلى حين إعادة بناء السوق اليومي.
- إطلاق مشروع تهيئة سوق الأحد بهيكلة استعجالية تشمل الصور والممرات والمرافق الصحية.
- استئناف مشروع تهيئة وتجهيز المجزرة الجماعية.
- الإعلان عن صفقات لإنشاء مواقف للسيارات قرب قصبة تاوريرت، وإعادة تأهيل منتزه 6 نونبر.
- تسريع إصلاح المحطة الطرقية، وتعزيز مشروع الوقاية من الفيضانات بحي أناتيم.
- فتح الملحقة الإدارية الرابعة، والشروع في الدراسات الخاصة ببناء الملحقة الإدارية الثالثة.
- تخصيص 34 مليون درهم لمشروع “La Colée Verte” بجوار البحيرة، وهو مشروع بيئي طموح.
- البحث عن حلول بديلة لمعضلة النقل الحضري.
- تنزيل شركة التنمية المحلية لتسيير المرافق الرياضية والثقافية.
- اجتماعات مكثفة مع شركة النظافة لمعالجة النقط السوداء بالمدينة.
- تعزيز العناية بالمساحات الخضراء وزيادة عدد العمال الموسميين لضمان الصيانة والسقي.
- تشغيل المرافق الصحية العمومية بشكل تدريجي، وإحصاء المتلاشيات استعدادًا لبيعها.
- انطلاق الأشغال بالمطرح العمومي المتعلقة بطمر النفايات، وتهيئة مقاطع طرقية بحي تامسينت.
دورة استثنائية بقرارات مفصلية
وسط كل هذه الدينامية، تستعد جماعة ورزازات لعقد دورة استثنائية يوم 25 فبراير 2025 بقصر المؤتمرات، حيث ينتظر أن تحمل بشرى هامة للساكنة. فالمجلس الجماعي، الذي اختار نهج “الأقوال والأفعال”، يواصل الاشتغال على ملفات تنموية جوهرية، وفق رؤية تشاركية تضمن إشراك الجميع في مسلسل التنمية المحلية.
هكذا، وبينما كان القلم يسطر تفاصيل حصيلة شهر واحد فقط، لم يكن من العجب أن يملّ البعض من حجم المنجزات، لكن الأكيد أن العمل المتواصل هو وحده القادر على إحداث الفارق، وترسيخ قناعة لدى الساكنة بأن التغيير ليس حلمًا، بل مشروع يتحقق على أرض الواقع.