في قلب إقليم ورزازات، تعيش جماعة أمرزكان حالة من الجمود التنموي المزمن، حيث تبدو عقارب التنمية متوقفة منذ عقود، على الرغم من المؤهلات الطبيعية والاقتصادية التي تزخر بها المنطقة. ورغم مرور سنوات طويلة وتوالي المجالس المنتخبة، لا تزال الساكنة تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول المسؤوليات وآليات التدبير.
أين ذهبت الميزانيات؟
من حق ساكنة أمرزكان التساؤل عن مصير الميزانيات التي صُرفت خلال العقود الماضية دون أن يلمس المواطن أي مردودية تُذكر. لماذا لم تُترجم تلك الأموال إلى مشاريع تنموية حقيقية تحسن من واقع الجماعة؟ أليس من الواجب اليوم فتح تحقيق شفاف ومحاسبة كل من تولى تدبير الشأن المحلي دون تحقيق أي نتائج تذكر؟
معاناة يومية تكرس التهميش
ما تعانيه ساكنة أمرزكان ليس مجرد نقص في الخدمات، بل هو حرمان مزمن يمس أبسط الحقوق الأساسية. تفتقد الجماعة ودواويرها للقناطر والطرق المعبدة، مما يجعلها معزولة تماماً خلال موسم الأمطار. تلاميذ دواوير مثل “إيميني” و”أحمام تاورة” يُجبرون على الانقطاع عن الدراسة بسبب فيضان الأودية، بينما تتكبد الأسر معاناة مضاعفة في غياب الخدمات الصحية ونقل المرضى إلى مراكز متقدمة.
مؤهلات غير مستغلة
الأمر الأكثر إثارة للاستغراب هو أن أمرزكان ليست مجرد جماعة نائية بلا موارد. فهي تحتضن على ترابها واحداً من أكبر السدود بالإقليم، ومناجم غنية، ومواقع تصوير أفلام عالمية. ورغم ذلك، لم يتم استثمار هذه المؤهلات لتحريك عجلة التنمية، بل بقيت الجماعة عالقة في دوامة الإقصاء والتهميش.
ضرورة التدخل العاجل
أمام هذا الوضع، بات من الضروري أن تتحرك السلطات الوصية بإقليم ورزازات لاتخاذ إجراءات حازمة وفعالة، تبدأ بمحاسبة المسؤولين السابقين، وتنتهي بإطلاق مشاريع تنموية كبرى تعيد الحياة إلى المنطقة. كما يجب العمل على هيكلة مركز الجماعة واستقطاب خدمات أساسية تجعل المواطن في غنى عن التنقل إلى جماعات أخرى لقضاء أبسط حاجياته.
أمرزكان تستحق أن تكون نموذجاً تنموياً، لا عنواناً للتهميش. على السلطات أن تستشعر مسؤوليتها أمام ساكنة تعبت من الانتظار وآن لها أن تنال حقها في التنمية والعيش الكريم.