رأيوطنية

عزيز داودة .. خبير في فك التشفير بألعاب القوى

فدوى بوهو- بورزازات


عرف الرأي العام بالمغرب على اثر الحصيلة الهزيلة بالألعاب الاولمبية المنظمة بفرنسا مؤخرا غضبا
عارما ،الكل يتساءل عن سبب تخصيص الملايين من الدراهم لهذه الالعاب في حين أن الوضع الراهن و
معه المستقبلي اصبح يسير نحو الاسوأ و الاضمحلال ، الكل يتساءل عن ما الذي اصاب مجد المغرب
في العاب القوى؟؟ اين التاريخ الذهبي و أين المشاعل؟؟…أضحت نواقيس الخطر لأم الالعاب بالمملكة
تدق بصوت مرتفع .


من منا لا يتذكر سعيد عويطة الحائز على الميدالية الذهبية في سباق 5000 متر في الألعاب الأولمبية
بلوس أنجلوس سنة 1984 ، وهذا هشام الكروج بطل العالم في مسافة 1500 سنة 1997 و2003 والفائز
بميداليتين أولمبيتين ذهبيتين في مسافة 1500 متر و5000 متر ،و تلك نزهة بدوان بطلة العالم في 400
متر، وحسنة بنحسي صاحبة فضية الألعاب الأولمبية بأثينا سنة 2004 في مسافة 800 متر وبرونزية
بكين سنة 2008 وصلاح حيسو صاحب برونزية 10 آلاف متر في دورة أتلانتا 1996 وذهبية بطولة
العالم بإشبيلية 1999 في مسافة 5000 متر وجواد غريب الحائز على ذهبية الماراثون في بطولة العالم
بباريس سنة 2003 وهلسنكي 2005 وفضية الألعاب الأولمبية ببكين سنة 2008.


باستحضار كل هذه الالقاب و الانجازات يطرح السؤال لمن يرجع الفضل ؟؟ ليأتي الجواب و بكل تواضع
و بساطة الفضل يرجع لإطار وطني ينحدر من منطقة هامشية ، اطار درب العديد من الأبطال المغاربة
منهم فاطمة الفقير زوجته، سعيد عويطة، هشام الكروج، نزهة بدوان، جواد غريب، نوال المتوكل،
حسناء بن حاسي، صلاح حيسو، زيد على ذلك أنه شارك أيضا في تأليف اول قانون للرياضة وفي تنظيم
دورة العاب البحر الأبيض المتوسط عام 1983 بالدار البيضاء ، الألعاب العربية بالرباط 1985 وألعاب
السلام بمدينة أفران عام 1992 ،وكان هو المنسق العام لبطولة الكروس كنتري Cross-Country وكذا
المراطون الدولي لجائزة الحسن التانئ بمراكش.


تراس الادارة التقنية للجامعة الملكية المغربية للألعاب القوى ما بين 1994 إلى 2006 وهو التاريخ الذي
ترك فيه أطارنا الوطني قيادة الألعاب القوى المغربية ليتولى منصب مدير تقني وتطويري بالاتحاد
الافريقي للألعاب القوى. ففي سنة 1999 ثم اختياره كأفضل تقني في العالم من طرف الاتحاد الدولي
لألعاب القوى، وسنة 2006 عين مديرا تقنيا ومديرا للتنمية لدى الاتحاد الإفريقي لألعاب القوى.


سنة 2015 انتخب ضمن اللجنة التقنية للاتحاد الدولي لألعاب القوى إلى جانب نوال المتوكل وخالد
السكاح و توصف الفترة التي أشرف فيها على ألعاب القوى المغربية بالعصر الذهبي، حيث يرجع له
الفضل في تدريب العديد من الأبطال المغاربة الذين حازوا على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية ،ومعهم
يكون قد هو الفائز بالعديد من الميداليات والبطولات والالقاب و الارقام القياسية العالمية ورفع الراية
المغربية والالعاب القوى إلى أعلى مستوى وطنيا ودوليا.


في هذا المجال الرياضي المليء بالتحديات والتغيرات ، برز الإطار الوطني عزيز داودة ذات الاصول
الورزازية ، حيث اشتغل بكد وجد وجهد بكل التفاني في اعلاء الراية الوطنية ليكون من الشخصيات
الملهمة والفاعلة التي تركت بصمة عميقة في التاريخ المغربي الرياضي من خلال إنجازاتها وإسهاماتها العظيمة في العاب القوى، الاطار عزيز داودة هو أيضا قيادي وخبير يحتذ به ولعل طلته المتواصلة في
البرامج الإذاعية و التلفزية أكبر دليل على الامر.


ولد وترعرع عزيز داودة بالرباط سنة 1951 ، نشأ في بيئة رياضية، حيث تأثر بشدة بالبيئة ولما لا وهو
ابن عائلة الاطار واللاعب الكبير السيد محمد ايت رحو رحمة الله عليه بحي سيدي داوود بمدينة
ورزازات ، السيد عزيز داودة استفاد من منحة دراسة إلى معهد التربية البدنية في بوخاريست برومانيا
حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا تخصص العاب القوى عام 1977 ، بعد أن اتم دراسته الأولية
والثانوية و الجامعية بالرباط و كرياض ،وبعد إقامة قصيرة في المغرب يعود عزيز إلى كندا سنة 1980
لمواصلة دراسته في جامعة مونتريال في علوم النشاط البدني.


تم تعيينه مباشرة بعد العودة إلى المغرب في عدة مناصب مسؤولية( استاذ جامعي بالمعهد الملكي لتكوين
أطر التربية البدنية والرياضة، مدير الدراسات بوزارة الشبيبة الرياضة حيث بادر وتدخل في العديد من
المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية والتنظيم) هذا المسار الطويل، مكن عزيز داودة من نيل العديد من
الجوائز والأوسمة، أهمها الوسام الرياضي ووسام الاستحقاق الوطني من طرف الملك الراحل الحسن
الثاني و وساما من طرف الرئيس الكنغولي دونيسا سونغيسو من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
فضلا عن تكريمات أخرى من طرف عدة جمعيات وهيئات رياضية وصحفية.


على الرغم من النجاحات العديدة، واجه العزيز داودة تحديات كبيرة من أعداءه و اعداء النجاح و التطور
في البلاد ،ولكن، من خلال الإصرار والتفاني، تمكن من تجاوز هذه العقبات، مما يعكس قوة إرادته
وشغفه الراسخ برسالته و التي يتم اشاعها و نشرها من خلال البرامج الإذاعية التي يساهم فيها( ديكربتاج)
يعد عزيز داودة من خلال إنجازاته وإسهاماته اللامحدودة، تجسيدا للإلهام والابتكار والتغيير في المغرب
فهو مثال القيادة الحقيقية والتفاني في خدمة الوطن، إن إرثه يستمر في إلهام الأجيال ، فلقد أحدث تغييرات
و انجازات جوهرية في ميدان العاب القوى ابان تاريخه ، وترك أثرا دائما على المملكة المغربية وعلى
العالم فمع ذكر كل لقب رياضي مغربي عالمي يتم ذكره بكل فخر و اعتزاز، وبذلك فهو يشكل جزءا لا
يتجزأ من تاريخ الأمة.


وأمام هذا التراجع المؤدي الى الموت لأسرة ألعاب القوى المغربية إزاء التقهقر المتواصل لنتائج الأبطال
المغاربة ، الم يحن الوقت بعد لإنقاذ و استغاثة هذا المجال و اطلاق حملة التغييرات في الادارة و النداء
على الاطر الخبيرة المتمكنة في المجال ،المبادرة، المتفانية و المواطنة والمبدعة كالاطار عزيز داودة و
مثله من الاطر ،معهم يتم اعادة المغرب إلى صدارة المشهد العالمي، على غرار ما كان عليه الوضع في
الحقبة الذهبية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى