مجتمعورزازات

تكرار الإهمال الطبي يودي بحياة مريض في المستشفى الإقليمي سيدي احساين بناصر بورزازات

في حادثة جديدة تعكس واقع النظام الصحي المتردي، لقي المريض (م.ع)، البالغ من العمر 83 عامًا، حتفه بسبب إهمال طبي جسيم في المستشفى الإقليمي سيدي احساين بناصر.

نُقل (م.ع)، الذي كان يعاني من آلام حادة في البطن، إلى المستشفى وبعد إجراء الفحوصات الطبية، تبين أنه يعاني من التواء في الأمعاء، وهي حالة طبية طارئة تستدعي تدخلاً جراحيًا فوريًا، قام الطبيب المداوم في قسم المستعجلات بالاتصال بالطبيب المختص في الجراحة العامة، الذي حضر على الفور وبدأ في تقييم حالة المريض، لكن الأمور بدأت في التدهور عندما أبلغ طبيب التخدير أن مناوبته تنتهي في الساعة العاشرة ليلاً و انه لا يمكنه التدخل في هده الحالة ، مما اضطر الجراح إلى نصح عائلة المريض بنقله إلى مصحة خاصة.

عند وصول المريض إلى مصحة خاصة بالمدينة، بدأ مسلسل جديد من الإهمال، بعد معاينة المريض، ومن الصدف طلب الجراح المتواجد هناك الاتصال بطبيب التخدير نفسه الذي انتهت مداومته بالمستشفى الإقليمي، حيث قدم طبيب التخدير إلى المصحة على الفور وأدخل المريض إلى غرفة العمليات، ولأسباب مجهولة لم تُجرَ العملية، وتم إخراج المريض من المصحة الخاصة ونقله مجددًا إلى المستشفى الإقليمي، حيث أوصى طبيب التخدير نفسه بنقل المريض إلى المستشفى الجامعي بمراكش بدعوى عدم توفر أماكن شاغرة في قسم الإنعاش وبالتالي لم يكن بإمكانهم تخدير المريض وإجراء العملية اللازمة.

ورغم التدخلات والاتصالات المستمرة مع إدارة المستشفى والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بورزازات لم يتمكنوا من إيجاد حل سريع.

وفي نهاية المطاف، أدت هذه السلسلة من الإهمالات والتقصيرات إلى وفاة السيد (م.ع) في قسم المستعجلات.

هذا الإهمال المأساوي الذي أودى بحياة إنسان كان من الممكن إنقاذه يثير تساؤلات حول مدى جرأة وزارة الصحة على تحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الإهمال، ولتستمر معاناة المواطنين مع قطاع الصحة بالجنوب الشرقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى