في ظل تزايد أهمية السياحة كمصدر رئيسي للدخل في العديد من المناطق، يعتبر الملتقى الدولي للورد العطري في دورته 59 بقلعة مكونة إقليم تنغير فرصة لتعزيز السياحة والترويج للمنطقة، ومع ذلك، فإن تغييب مهنيي السياحة عن هذا الحدث الدولي يثير العديد من التساؤلات حول إمكانية استغلال الفرص الاقتصادية والتنموية.
تعتبر قلعة مكونة واحدة المناطق السياحية التي لم تستفد بشكل كاف من الترويج السياحي الذي يمكن أن يقدمه هذا الملتقى الدولي، حيث يمكن لمشاركة مهنيي السياحة في هذا الحدث أن يساهم في تعزيز الوعي بجمال المنطقة وتشجيع السياح على زيارتها، مما يؤدي إلى دفع عجلة التنمية المحلية.
يوسف منعش سياحي بالمنطقة صرح لجريدة درعة أنفو، قائلاً “ففي الوقت الذي يجب أن تكون السياحة حاضرة بقوة كشريك أساسي في هذا الحدث الدولي، لاحظ الكثيرون غياب المهنيين في مجال السياحة، مما أثار تساؤلات حول إمكانية فقدان قلعة مكونة لبعض من عبقها السياحي”.
وتسائل يوسف عن سبب الاقصاء الممنهج لمهنيي السياحة بالملتقى، مؤكدا عدم توصلهم بأية دعوة أو برنامج بالرغم من أن الملتقى من شأنه المساهمة في انعاش القطاع السياحي بالمنطقة.
محمد التخشي رئيس المجلس الجهوي للسياحة بدرعة تافيلالت، استغرب بشدة تغييب مهنيي السياحة سواء على مستوى إقليم تنغير أو الجهة ككل، واصفا الأمر ب”العار”.
من جهتها اوضحت مصادر الجريدة أن المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير توصل بدعوة رسمية من الجهات المنظمة، مضيفة أنه تم إشراك مندوبية السياحة بورزازات زاكورة تنغير في اللقاءات التنظيمية الاعدادية للمعرض الدولي للورد العطري في نسخته 59.
من المهم أن تعمل الجهات المعنية على إشراك مهنيي السياحة بشكل فعّال في التخطيط والتنظيم لهذا الحدث، بما في ذلك تقديم حزم سياحية مغرية وترويج فعّال للمنطقة ومعالمها، كما ينبغي على السلطات المحلية والمنظمين بذل المزيد من الجهود لضمان أن يحصل القطاع السياحي على الاهتمام الكافي للدفع بعجلة التنمية المحلية.
العديد من المناطق السياحية تحاول استغلال الملتقيات الدولية كفرصة للترويج لجذب السياح وتعزيز الاقتصاد المحلي، ومع ذلك، يعتبر تغييب مهنيي السياحة عن هذه المناسبات فرصة ضائعة، حيث يمكن للتواجد الفعّال للقطاع السياحي أن يسهم في زيادة الإقبال على الوجهات السياحية، وبالتالي تعزيز الاستثمارات وخلق فرص العمل.
باختصار، يجب على الجهات المعنية من سلطات ومنتخبين في قلعة مكونة واقليم تنغير وغيرها من المناطق السياحية بجهة درعة تافيلالت أن تدرك أهمية إشراك مهنيي السياحة في الملتقيات الوطنية والدولية، وأن تعمل على تسخير هذه الفرص لتعزيز السياحة والاستثمار في التنمية المحلية.