الرشيدية

“واحة زيز.. الفنيق المنبعث من رماده “

تمثل واحة زيز الواقعة بجماعة أوفوس، والتابعة ترابيا لإقليم الرشيدية، الجزء الأكبر من منطقة تافيلالت، وتصنف أكبر واحة في إفريقيا، حيث تمتد على أزيد من 150كلم، على طول الطريق الرئيسية رقم 21 من مدينة الريش اتجاه الريصاني.


ورغم المناظر الخلابة التي تستقبل بها واحة زيز زوارها، إلا إنها لم تسلم خلال السنوات الأخيرة من الحرائق المتتالية التي أتت على الأخضر و اليابس.


وتسليطا للضوء على هذه الحرائق خصنا نائب رئيس جماعة أوفوس موحا أولحاج بتصريح عن أسباب اندلاعها، وكذا إحصائيات الخسائر التي سببتها، علاوة على بعض المقترحات والحلول التي من شأنها الحد من هذه الحرائق التي باتت سنوية.

صورة توضح حجم الأضرار الذي لحق بواحة زيز
صورة توضح حجم الأضرار الذي لحق بواحة زيز


أرجع النائب سبب الحرائق بالدرجة الأولى إلى العامل البشري، «حيث يعمد بعض الفلاحين إلى حرق الأعشاب داخل الواحة دون احترام للأعراف المحلية التي تنظم حرق المخلفات» وأشار إلى أن «هذه الأعراف تسمح بإضرام النار داخل الواحة في أوقات محددة؛ كفصل الشتاء الذي يمتاز بدرجة حرارة منخفضة ووفرة في المياه».


كما أشار ضمن الأسباب البشرية إلى «تواجد بعض المتشردين والمتنزهين الذين يضرمون النار للتدفئة أو التدخين أو الطبخ داخل الواحة».


واعتبر النائب أن الجفاف المتوالي الذي تشهده المنطقة منذ سنوات يمثل سببا طبيعيا في نشوب الحرائق، حيث إنه يساهم في انتشار الأعشاب اليابسة سهلة الإشتعال.


وقد أدت هذه العوامل والأسباب مجتمعة لنتائج كارثية، تمثلث في احتراق 900 نخلة مثمرة 200منها تعرضت لإحتراق جزئي، بينما 700نخلة مثمرة فقد حولها الحريق إلى أعشاش متفحمة.


ولم تقتصر خسائر الحرائق على النخيل فقط، بل إمتدت إلى أشجار الزيتون، حيث فقدت الواحة 200شجرة زيتون إحترقت بشكل كلي.

وصول الحريق إلى المنازل المجاورة للواحة
وصول الحريق إلى المنازل المجاورة للواحة


ولمواجهة هذا التهديد الذي يستهدف الواحات وأهلها وجب إنجاز مشاريع توسيع المسالك داخل الواحة، والتخلص من سعف النخيل العامل الرئيسي في اندلاع الحرائق، وكحلول إضافية، فقد إقترح نائب رئيس جماعة أوفوس في تصريحه لنا «معالجة اشكالية الجفاف عبر إنجاز أثقاب مائية جماعية للسقي الزراعي، وكذا دعم جمعيات مستعملي المياه الصالحة للزراعة من أجل القيام بدورها في التحسيس والتوعية والمراقبة».


وختاما تجدر الإشارة إلى أن هذه الواحات هي كنز ثمين للجهة، ولا حياة لها بدونها، لذا وجب على أبناء المنطقة وكل المتدخلين الحفاظ عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى