درعة أنفو _ الرشيدية _ متابعة
بشراكة مع المعهد الوطني الفرنسي للبحث في الفلاحة التغذية والبيئة، وكذلك معهد الزراعة المتوسطي المتواجد بمدينة مونبلييه الفرنسية، وفي إطار تنزيل المشروع البحثي الأوروبي VALUETEAM / ARIMNET2 بالمغرب الجزائر تونس وفرنسا، الهادف إلى تكوين وإشراك عشرون شابا باحثا في مختلف التخصصات ومنحهم مستقبلا إمكانيات تدبير المشاريع من هذا النوع في مجال تثمين المنتوجات المجالية محليا ودوليا لدول حوض البحر الأبيض المتوسط بإيجاد حلول علمية وعملية ومبدعة في هذا الاتجاه، وتشجيع البحوث العلمية الميدانية في المجالات التي تستأثر بانشغالات واهتمامات المجتمعات المحلية لدول البحر الأبيض المتوسط لريادة وقيادة قاطرة التنمية بها. من هذا المنطلق تم اختيار قطاع سلسلة التمور نموذجا بجهة درعة تافيلالت لما لهذا القطاع من أهمية حيوية واقتصادية على المستويين الجهوي والوطني، وسيتم التركيز خلال هذا المشروع الذي أعطيت انطلاقته منذ 2018 وتأجل لأكثر من مرة نظرا للظروف الاستثنائية التي عاشها العالم بسبب جائحة كورونا، على مواكبة الفلاحين المتوسطين والصغار بالجهة لوضع رهن إشاراتهم حلول علمية مبدعة لتثمين وتطوير منتوجاتهم بالاستعانة بالأبحاث الميدانية التي سيشرف عليها هؤلاء الباحثين الشباب.
استنادا لما سبق استضافت قاعة الندوات التابعة للكلية المتعددة التخصصات، طيلة يومي الجمعة والسبت 19 و 20 نونبر 2001، دورة تكوينية للطلبة الباحثين الشباب في سلكي الدكتوراه والماستر في موضوع المعالجة الالكترونية للمعطيات والبيانات باستعمال النظام الاحصائي Spss، من تأطير وتنشيط الدكتور محمد أيت حو أستاذ العلوم الاقتصادية والتدبير بالكلية المتعددة التخصصات، بهدف تقوية قدرات الباحثين الشباب وتمكينهم من أدوات ووسائل ومهارات علمية وأكاديمية في مجال البحث الميداني العلمي، تمكنهم مستقبلا من الخروج بخلاصات وتوصيات قيمة قادرة على الرفع من قيمة البحث العلمي، مما سيوطد ويقوي دور ومهام الجامعة في ريادة قاطرة التنمية بالبلاد.
ترأس الجلسة الافتتاحية للدورة التكوينية نيابة عن السيد عميد الكلية المتعددة التخصصات الدكتور لحو مجيد ، السيد الكاتب العام للمؤسسة الأستاذ الطاهري عبد الرحمن الذي تلا كلمة باسم السيد العميد الذي تعذر عليه الحضور نظرا للالتزامات إدارية طارئة خارج المؤسسة، رحب في مستهلها بالسيدات والسادة الباحثين المشاركين في هذه الدورة، ونوه بالمجهودات التي يبذله السادة أساتذة الكلية في تكريس وتقوية دور البحث العلمي والدرس الجامعي عموما في خدمة ساكنة جهة درعة تافيلالت، كما شدد على الأهمية القصوى التي توليها العمادة لمثل هذه الملتقيات العلمية المتميزة التي تجمع بين شركاء جامعيين ومنظمات دولية ومؤسسات وجامعات أجنبية، معربا في ذات الوقت على الحرص الشديد للسيد العميد منذ توليه مسؤولية تدبير هذه المؤسسة، وجميع هياكل البحث العلمي بالكلية المتعددة التخصصات على دعمهم اللامشروط وتشجيعهم المتواصل والدائم لمثل هذه المبادرات الهادفة إلى الرفع من مستوى تنافسية المؤسسة وكذلك اشعاعها العلمي والذي يمر عبر تقوية قدرات ومهارات وكفاءات الطلبة الباحثين الذين ستوكل لهم مسؤولية رفع مشعل البحث العلمي بالمغرب مستقبلا، معبرا ايضا عن امتنانه لكل المساهمين في إنجاح فعاليات هذا اللقاء وخصوصا المشرفين على هذا المشروع البحثي : الأستاذ عبد الحكيم حمودي والاستاذة فاطمة الحداد كوتيي الذين أبيا إلا أن يحضرا هذا التكوين بهدف تقاسم خبراتهما مع ثلة من الأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين المسجلين في عدة مراكز دكتوراة بعدة مدن مغربية و الذين تكبدوا عناء السفر بغية الاستفادة من هذا التكوين الذي حالت للأسف الشديد الظروف الحرجة التي عاشها المغرب في الآونة الأخيرة دون إمكانية تنظميه حضوريا قبل هذا الموعد ضمانا وحماية لسلامة كل المشاركين، كما هنأ أيضا كل من السادة الأساتذة محمد أيت حو منسق هذا اللقاء ومن خلاله الأستاذين الفاضلين المشرفين على هذا المشروع البحثي المهم لاختيارهم لهذا الموضوع التكويني و التحضير له و الإعداد له ومن خلالهم ايضا كل الداعمين والمواكبين في المؤسسات البحثية الأوروبية الشريكة.
وفي ختام كلمته أكد أن الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية منفتحة على مختلف الشراكات العلمية الوطنية والدولية المثمرة، وملتزمة على تشجيع البحث العلمي بمختلف مستوياته وهي قناعة راسخة لدى كل مكوناتها، والتي تتجلى أساسا في العدد المهم للطلبة المسجلين بسلك الدكتورة والمبادرة التي قامت بها الكلية مؤخرا عبر فتح باب التسجيل بالتأهيل الجامعي وكذلك بالنظر لعدد المشاركات والمبادرات البحثية التي ينخرط فيها عدد كبير من الأساتذة الباحثين المشتغلين بالمؤسسة، إلا أن أهمية هذه الدورة التكوينية المزمع تنظيمها فضلا عن كونها تخدم مشاريع البحث العلمي الأكاديمي في مختلف التخصصات الجامعية، فهي تصب في اتجاه تقوية قدرات الباحثين الشباب في مجال جمع البيانات والمعطيات الميدانية وتحليلها بطرق الكترونية وعلمية في مشروع تثمين منتوجات من التمور للفلاحين الصغار والمتوسطين بالجهة، وكذا الأبحاث الميدانية التي تشرف عليها الكلية المتعددة التخصصات بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. متمنيا أن تكلل أشغال هذا اللقاء العلمي المتميز بالنجاح وأن يقدم الإضافة المنتظرة والكفيلة بمساعدة الأساتذة والطلبة الباحثين للإنجاز مشاريعهم البحثية، بيسر وسلاسة.
بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذين محمد أيت حو منسق هذا اللقاء التكويني وبعده الاستاذ المشرف على هذا المشروع البحثي السيد عبد الحكيم حمودي والذين اكدا بدورهما على ان هذا التكوين يهدف لتعزيز وابراز قدرات ومهارات الطلبة الباحثين خصوصا فيما يتعلق بطرق جمع المعطيات، معالجتها الكترونيا، والاساليب المتعددة والمتنوعة التي يقدمها برنامج Spss من اجل تحليلها والتي تعد مرحله محورية كفيلة بمساعدة الطلبة الباحثين في إعداد وإعطاء اللمسات الأخيرة بهدف تثمين أشغال البحت الخاصة بهم. كما يضيف الدكتور محمد أيت حو على أن هذا التكوين من شأنه أيضا تمكين الطلبة الباحثين من اختيار الاساليب المناسبة التي تضمن لهم التعامل الأمثل مع سؤال البحث المحوري والذي يقتضي وضع منهجيه واضحة المعالم والتي ترتكز حسبه على ثلاث نقاط يمكن تلخيصها فيما يلي: اولا اختيار الاختبار الاحصائي، ثانيا طريقه التحليل متعددة المتغيرات الواجب استخدامها، واخيرا نوع النمذجة التي يجب تعبئتها.
الجلسة العلمية للدورة التكوينية التي سيشرف على تأطير الدكتور محمد أيت حو أستاذ العلوم الاقتصادية والتدبير بالكلية المتعددة التخصصات ستدوم طيلة يومين متتالين، وستتناول بالدرس والتحليل والتطبيق أبرز الوظائف المرتبطة بالنظام الإحصائي SPSS أهميته وكيفية وطرق استعماله في مجالات البحث العلمي، كما أن النشاط ستتخلله تمارين تطبيقية حيث طلب من جميع المشاركين احضار الحاسوب قصد تطبيق كل ما تعلمونه طيلة الدورة والاستفسار عن كل لبس أو عدم الوضوح، لأن الغاية الأساسية من اللقاء التمكين الفعلي لهم من هذا البرنامج والاستفادة مما يوفره من إمكانيات والسرعة في تحليل البيانات والمعلومات المدخلة في وقت قياسي، تقديم تنبؤات مستقبلية من خلال التحليل الإحصائي للبيانات التي يتم إدخالها عليه…