أخبار جهويةورزازات

الحماية من المخاطر وتدبير الأزمات بالوسط المدرسي المدرسة “الجماعاتية امردال” نموذجا


دريس اسلفتو – ورزازات

ككل فصل شتاء, من كل سنة , و في بداية الأيام الأولى لهذا الفصل في المناطق الجبلية , ضواحي إقليم ورزازات , حيث يواجه سكانها معاناة كثيرة و مشاكل لا حصر لها , و منها موجة البرد الشديد, والتنقل اليومي كما هو الشأن بالنسبة لتلاميذ المدارس.
هذا الفصل البارد الذي يمتاز بغزارة الأمطار والثلوج الكثيفة، يزداد الأمر تعقيدا, وتزداد معه مخاطر السلامة  الصحية ,الأمر الذي يمنع التلاميذ من المتمدرسين في أفضل الظروف…هذه الفترة تؤثر سلبيا على المسيرة الدراسية لدى التلاميذ , لا يحضرون إلى الفصول الدراسية بانتظام, أو يتأخرون, يستيقظون باكرا, ويمشون مسافات طويلة بين فج ووادي, بين أكمة و تلال, يصارعون فيها تقلبات الجوي و يواجهون موجات الصقيع  السامة التي تشقق جلود ووجوههم البريئة.
ونحن نعالج موضوع التدابير المتخذ للوقاية من أخطار سوء الاحوال الجوية صادف تواجدنا بالمدرسة الجماعتاية امردال التابعة للمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بورزازات، هطول كمية مهمة من الثلوج قبل يومين من قدومنا للمؤسسة وصلت ومقاسها 50 ستنمرا. وقد رفقنا خلال هذه الجولة ،كل من السيد عبد الكريم كدرس رئيس مصلحة تأطير المؤسسات التعليمية و التوجيه والسيد محمد لويحي رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية الاقليمية .
المدرسة الجماعاتية امردال الواقعة على مرتفعات جماعة اغرم نوكدال تشهد خلال فصل كل شتاء تساقطات مطرية وثلجية مهمة تعيق احيانا السير العادي للدراسة مما يحتم على ادارة المؤسسة وشركائها الانخراط في برنامج خاص للحماية من الاخطار الناجمة عن سوء التقلبات الجوية والتقليل من معاناة التلاميذ مع البرد القارس.
مدير المؤسسة خلال حوار له مع الجريدة استعرض مجمل الاجراءات الاستباقية والتدابير التي تتخذها ادارة المؤسسة مع كافة المتدخلين في تسير الشأن التربوي وداخل وخارج المؤسسة حيت أشار جمال اوبلخيري انه تم عقد اجتماعات مع جمعية اباء واولياء التلاميذ واعضاء مجلس تدبير المؤسسة من اجل اختيار عناصر المكلف بتدبير المخاطر وتحديد المسؤولية من اجلها تم تأسيس خلية اليقظة التي تضم في عضويتها اعضاء مجلس تدبير المؤسسة واعضاء من جمعة الاباء وانبثق منها ايضا خلية خاصة لتدبير الازمات التي تتكون من اعضاء مجلس التدبير واعضاء الهيئة التقنية وكذا الجمعية المسيرة لمرفقي الإطعام والنقل المدرسي .
وأوضح اوبلخيري أن مهم عناصر الخلية المحلية لتدبير الازمات المهمة الاولي هي الاعلان والاتصال ومتابعة النشرات الصادرة من الجهات المختصة والتواصل مع السلطات والهمة الثانية هي التدخل والاجلاء في حالة حدوث ازمة او ضرر من خلال اجلاء التلاميذ عن مكان الخطر وتوفير جمع طروف الامان وتعمل ايضا على تقديم الاسعافات الاولية للمتمدرسين.
على مستوى تدبير الزمن المدرسي خلال التقلبات الجوية تعمل ادارة المؤسسة بالتنسيق مع كافة الفاعلين بالاحتفاظ بالمتعلمين بمنازلهم طيلة ايام هطول الامطار الغزيرة والثلوج الكثيفة التي من شانها أن تحدث ضررا بهم وخاصة أثناء توجههم الى المؤسسة أو أثناء عودتهم، لهذا يتم تعليق الدراسة 24 ساعة في غالب الاحيان.
 محمد لويحي رئيس مصلحة الشؤون التربوية أشار في حديثة عن قرب اخراج مخطط تشاركي للتدبير المخاطر بشراكة مع الهلال الاحمر المغربي يضمن تداريب لفائدة الاطر العاملة بالمؤسسة حيت من شان هذه  التداريب الرفع من قدرات الاطر في مجال التدابير والاسعافات الاولية و كل المتدخلين في الشأن التربوي بالمؤسسات التعليمية وذلك لمضاعفة عدد المؤهلين للتدخل في الحالات المستعجلة.

من التدابير والاجراءات الجاري بها العمل ايضا بمؤسسة امردال التغدية والاطعام المدرسي لفائدة المتمدرسين، حيت تعتبر تغذية أطفال المدارس ذو أهميه كبيره وذلك لان التلاميذ يقضون نصف وقتهم في المدرسة و يمثلون شريحة مهمة من شرائح المجتمع حيث تظهر عليهم آثار سوء التغذية بسهولة مما يؤثر على المستوى التعليمي لديهم، وخلال فصل الشتاء فإن الحاجة الى التغذية المقوية من الضروريات لهذا تعمل جمعية أيور التي تشرف على مرفق النقل المدرسي والاطعام على تدبير هادين المرفقين منجدة في ذلك مجموعة من الاطر والمساعدين.
وتجدر الاشارة الى أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين حدد من بين أهدافه تحسين الظروف الاجتماعية والمادية للمتعلمين، وخصوصا عبر تطوير البنيات التحتية للإيواء والتغذية. وبحسب وثيقة لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر تم خلال السنوات الأخيرة بذل جهود جبارة لتطوير آليات الدعم الاجتماعي الكفيل بتيسير عملية تمدرس المتعلمين.
وتزامنا مع التساقطات الثلجية التي شهدتها أغلب المناطق الجبليةوفي منطقة تمسطينت نموذجا، وما صاحبها من انخفاض محسوس في درجة الحرارة، يتطلب على القائمين على الشأن التعليمي، إقليميا، تزويد المؤسسات التعليمية بوسائل التدفئة، قصد توفير أدنى شروط العمل في ظل الظروف الجوية شديدة البرودة التي تعرفها المنطقة رئيس جمعية أيور المكلفة بتسيير المؤسسة أكد تفكير الجمعية في مشروع الاجهزة التدفئة الكهربائية عالية الجودة والدقة واكثر سلامة على التلاميذ والاطر التربوية عوض الاعتماد على التدفئة بالحطب في أمل ان ينخرط كافة المتدخلين في اخراج هذا المشروع لصالح المؤسسة .
ومن الوسائل ذات الاهمية في الحياة المدرسية  النقل المدرسي الذي يعتبر آلية من آليات الدعم الاجتماعي، التي تساهم في حل مشكل بعد المؤسسات التعليمية عن مساكن التلميذات والتلاميذ، وتيسير تمدرسهم. وقد بذلت الوزارة وجهات اخرى في هذا المجال مجهودات ذات أهمية من أجل القضاء على أهم الأسباب وراء انعدام التمدرس والانقطاع المبكر عن الدراسة، بالتغلب على بعض العوائق الجغرافية والاقتصادية التي تحول دون تمدرس الأطفال المنحدرين من أسر معوزة بالوسط القروي. بالمدرسة الجماعاتية امردال يشكل هذا المرفق ضرورية ملحة في تسير وتنظيم العملية التعلمية حيت من شأن قريب التلاميذ للمؤسسة في الوقت المناسب واثناء عودتهم ايضا جماعة دون تأخير فقد بدلت الجمعية المسيرة مجهوذات كبيرة في توفير هذا الوسيلة معتمدة في ذلك على شركات مع جهات مختصة وتوفير اطر مساعدة ذات تجربية في السياقة والصيانة، كما من شان النقل المدرسي التدخل السريع أثناء حدوث طارئ لنقل المتعلمين لمنازلهم أو لإجلائهم. 
ولأجل انجاح مسارها ولتفادي أي ضرر أو تقصير بالواجب فإن  ضرورة انفتاح المدرسة على محيطها ، لا يعني البتة أن المدرسة معنية لوحدها بالانفتاح على المحيط الذي تتواجد فيه ، لكن حري بهذا الوسط أيضا أن يمد العون إلى المدرسة و يحتضنها . و قد تجد هذه الفكرة حجيتها في كون أناس كثر يعتقدون أن تكوين و تربية مواطن مسؤول شأن خالص للمدرسة . لكن إلى أي حد يصح هذا الاعتقاد بدون تضافر جهود مختلف الشركاء و الفاعلين ، و في مقدمتهم الأسرة و التلميذ نفسه .
لذلك فإن المدرسة الجماعتاتية امردال لا تزال في أمس الحاجة الى كافة المدخلين لتلتحق بالركب وتوفير كافة الوسائل والامكانيات للتدخل العجل في الحالات الضرورية والازمات وكذا خلال الحياة العادية للمؤسسة ،و القدرة على الحوار و المشاركة في الاجتهاد الجماعي من اجل مدرسة مفتوحة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة ، و الخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن ، مما يتطلب نسج علاقات جديد بين المدرسة و فضائها و المجتمعي و الثقافي و الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى