
اسدل الستار اليوم للنسخة الثانية للمنتدى العلمي حول الموارد الطبيعية الذي نطمته جمعية الارتقاء بالوساطة بالمغرب في قلعة امكونة يومي 15 و 16 فبراير الجاري. شارك في المنتدى 102 مشارك، 30 % منهم نساء، وموزعين على الاقاليم الخمسة لجهة درعة تافيلالت.
تميزت اشغال المنتدى بعرض ومناقشة الدراسات الاكاديمية حول أهمية الموارد الطبيعية وضرورة تحقيق التوازن بين استغلالها والحفاظ عليها. مع عرض نتائج التحليل المالي للجماعات الترابية المستهدفة من خلال مشروع “تطوير نموذج للوساطة والوقاية من النزاعات المرتبطة بتدبير الموارد الطبيعية بالمغرب”، الذي تنجزه الجمعية.
و اشار السيد يوسف اوزكيط نائب رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت خلال كلمته بالمناسبة ان جهة درعة تافيلالت تتميز بمؤهلات شمسية وريحية مهمة، حيث تنتج 800 ميكاواط سنويا، وتتبؤ مكانة رائدة في مسار الانتقال الطاقي الا انها تواجه تحديات متعددة الابعاد ومعقدة؛
و ان مجلس جهة درعة تافيلالت شرع في انجاز المخطط الجهوي للنجاعة الطاقية بشراكة مع الوكالة الوطنية للنجاعة الطاقية في اطار مخطط الطاقة المغربي 2030، الذي انطلقت دراسته خلال شهر اكتوبر 2024؛
كما صادق على اتفاقية شراكة لصيانة الثرات والحفاظ على المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطارات في اطار حكامة الموارد الطبيعة ، مع المصادقة على اتفاقية شراكة لتمويل وانجاز سدود صغرى وتلية
و اكاد السيد يوسف اوزكيط على ضرورة تعزيز اوجه التعاون والتآزر بين مختلف الفاعلين لتوثيق ورصد الآثار الطاقية ، و الاشتغال على تعبئة الموارد المالية و التقنية الازمة لتحقيق الحكامة في تدبير الموارد الطبيعية بجهة درعة تافيلالت.
ولفت السيد رئيس جمعية الارتقاء بالوساطة بالمغرب ان الحضور والمشاركة في اشغال هذا اللقاء صورة تجسد الالتزام الكامل والاهتمام الجماعي بضمان مستقبل مستدام للموارد الطبيعية ببلادنا، و ان الجمعية تؤمن بأن النجاح في تحقيق تنمية مستدامة يتطلب بناء الثقة بين مختلف الفاعلين، وتعتبر الوقاية من النزاعات حلقة محورية في هذا البناء .
كما اتسعرض تجربة الجمعية في مجال الحوار المجتمعي والوساطة باعتبارهما الاداتان الانجع للحد من التوترات ، و عرج على اهم المشاريع والسياسات والبرامج التي ينجزها المغرب في مجال الانتقال الطاقي مهمة وتجعله رائدا في هذا المجال، غير ان هذا الانتقال لا ينبغي ان يكون على حساب السكان المحليين او البيئة, بل يجب ان تكون مدخلا لخلق التروة محليا من خلال اعادة استثمار جزء من العائدات هذه المشاريع في البنية التحتية وتحسين طروف عيش السكان .
كما اعلن عن تأسيس مرصد وطني لمراقبة الموارد الطبيعية وتخصيص الموارد المائية بالافضلية باعتبارها موارد نادرة واستراتيجية ، و في هذا الاطار عرض اهم نتائج ومخرجات مشروع: “تطوير نموذج للوساطة والوقاية من النزاعات المرتبطة بتدبير الموارد الطبيعية بالمغرب” .
و خلصت اشغال المنتدى الذي سجل تقديم 15 عرض و مداخلة الى ضرورة فتح نقاش عمومي حول الموارد الطبيعية والاستمرار في تنظيم لقاءات تشاوية تتناول مختلف المواضيع ذات الصلة ، مع توحيد المفاهيم وتقاسم المعرفة وتعزيز الوعي من اجل تعبئة مجتمعية فعالة حول حكامة الموارد الطبيعية .
كما اكد المشاركين على ضرورة تظافر الجهود وتقاسم التجارب الناجحة للتغلب على الاكراهات التي تواجهها الواحات، و الدعوة الى احداث وكالة تنمية المحيط المنجمي ، و رأسملة البحوث والدراسات المنجزة في مجمل الواحات بجهة درعة تافيلالت واستثمار خلاصاتها.