مجتمعورزازات

ورزازات عند مفترق الطرق: إما التنمية أو العزلة الدائمة!

رسالة مفتوحة إلى المسؤولين حول التنمية الشاملة بإقليم ورزازات

الموضوع: التنمية الحقيقية بإقليم ورزازات تمر عبر فك العزلة وخلق دينامية اقتصادية وفرص شغل

السيدات والسادة المسؤولين،

إن إقليم ورزازات اليوم يقف على مفترق طرق حاسم؛ فإما أن نستمر في سياسات الترقيع والمشاريع المحدودة الأثر، أو ننتقل إلى مقاربة تنموية شاملة تجعل من ورزازات قطباً اقتصادياً وسياحياً حقيقياً في الجنوب الشرقي.

ولن يتحقق ذلك إلا من خلال فك العزلة البرية والجوية، وخلق دينامية اقتصادية قوية تُمكّن من توفير فرص شغل قارة وتحسين مستوى العيش.

أولاً: فك العزلة البرية والجوية – حجر الأساس للتنمية

ورزازات لا يمكن أن تنهض وهي معزولة عن باقي جهات المملكة.
من الضروري العمل على:

  1. تسريع إنجاز الطريق السريع مراكش – ورزازات عبر نفق أو مسار مزدوج آمن ومختصر، لتسهيل الحركة التجارية والسياحية.
  2. برمجة طريق سريع أو شبه سريع بين ورزازات وأكادير، وهو مشروع أقل تكلفة من نفق تيشكا وسيحقق ربطاً استراتيجياً بين الجنوب الشرقي والجنوب الغربي، ويخلق محوراً اقتصادياً جديداً يربط سوس ودرعة وتافيلالت مما سيساهم في تنشيط التجارة الداخلية والسياحة القروية والاستثمار في الفلاحة والصناعة الغذائية.
  3. تحسين محور ورزازات – الراشيدية – فاس لفتح الإقليم على الشرق والشمال.
  4. تعزيز الربط الجوي المنتظم بين ورزازات والدار البيضاء والرباط وأكادير لجعل الإقليم أقرب وأكثر انفتاحاً على باقي جهات المملكة.

ثانياً: الاستثمار في الإنسان – الصحة والتعليم

فك العزلة يجب أن يواكبه تحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية

ينبغي تجهيز المستشفيات بالأطر والمعدات، وتوفير مراكز جامعية وتكوينية قريبة تُمكّن شباب المنطقة من متابعة دراستهم، لأن العلم والصحة هما ركيزتا الاستقرار البشري

ثالثاً: خلق فرص الشغل ودينامية اقتصادية جديدة

من غير المنطقي أن تظل ورزازات، بكل ما تملكه من طاقات ومؤهلات، دون حركية اقتصادية حقيقية.

يتطلب الوضع الحالي:

  1. تحفيز الاستثمار المحلي والذي أعطى امتياز 10في المائة والذي يجب فيه اعدة النظر
  2. تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة ومواكبة الشباب حاملي المشاريع.

3.-تطوير الصناعات السياحية (مثال احداث: ثليفيريك بقصبة ايت بنحدو واحداث انشطة متنوعة للسائح لتشجيعه على البقاء حتى لا تصبح ورزازات كنقطة عبور فقط) والسينمائية، واستغلال شهرة ورزازات العالمية في الإنتاج السينمائي لخلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة.

4- إحداث مناطق صناعية وتجارية صغيرة على محاور الطرق الجديدة لخلق دينامية اقتصادية محلية في مجالات الصناعة التقليدية، تحويل المنتوجات الفلاحية، والطاقات المتجددة.

5-تثمين الطاقات المتجددة عبر مشاريع الطاقة الشمسية والريحية لتوليد فرص شغل خضراء ودائمة.

رابعاً: البنية الاجتماعية والثقافية

التنمية ليست فقط طرقاً واستثمارات، بل أيضاً إنسان مستقر ومنتمي.

كل من يأتي إلى ورزازات يُدرك جمالها وهدوءها، لكنه في الغالب لا يستطيع البقاء طويلاً، لأن الإقليم بعيد عن مراكز الحضارة واماكن الترفيه إضافة الى الأسواق والمواد الأولية، مما يجعل الكفاءات من أطباء واستاذة و موظفين ثم مستثمرين مترددين في اختيارها كمجال للاستقرار .

إذا تم فك العزلة عن ورزازات، فإنها بلا شك ستتحول إلى وجهة جذب للاستثمار والسياحة والاستقرار البشري، وسيكون ذلك تسويقاً ترابياً فعالاً للمنطقة.مما سيمكن من إحداث فضاءات ثقافية ورياضية ومراكز شبابية حديثة، لأن الشباب في حاجة إلى متنفسات للإبداع والمواطنة والمشاركة في تنمية منطقته.

خامساً: تسويق ترابي جديد للإقليم

بمجرد فك العزلة وربط ورزازات بأكادير ومراكش وباقي الجهات، ستصبح المنطقة نقطة تلاقٍ وطنية بين الشمال والجنوب والشرق.

هذا الربط سيساهم في جذب المستثمرين والسياح والطلبة، وسيمكن من خلق آلاف فرص العمل في النقل، التجارة، البناء، والخدمات.

إن ذلك وحده يشكل فضل تسويق ترابي للإقليم وأقوى وسيلة لوقف نزيف الهجرة نحو المدن الكبرى.

ورزازات لا تطلب المستحيل، بل (تطالب بالعدالة المجالية) وبأن يُفتح لها الطريق نحو التنمية الفعلية.

إن فك العزلة البرية، خصوصاً عبر الطريق السريع نحو (أكادير ومراكش،)هو المدخل الحقيقي لكل إصلاح اقتصادي واجتماعي.

بدون هذا الربط، ستظل المشاريع التنموية مجرد مبادرات معزولة لا تخلق لا الشغل ولا الأمل.

ورزازات قادرة على أن تكون القلب النابض للجنوب الشرقي، فقط أعطوها طريقاً مفتوحاً، وستصنع التنمية بنفسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى