
تتواصل معاناة عدد من تلاميذ الثانوية التأهيلية توندوت بإقليم ورزازات مع النقص الحاد في خدمات النقل المدرسي، بعدما باتت رحلة العودة إلى منازلهم مساءً تشكل تحديًا يوميًا يربك حياتهم الدراسية والأسرية.
ورغم أن الحافلات المخصصة للنقل المدرسي تؤمّن للتلاميذ رحلتهم الصباحية نحو المؤسسة، إلا أن عملية الإرجاع في المساء تبقى غير مضمونة، ما يضطر الكثيرين منهم إلى الانتظار ساعات طويلة في العراء أو العودة مشيًا لمسافات مرهقة، وسط ظروف مناخية قاسية ومخاطر مرتبطة بالطرقات.
أولياء أمور التلاميذ أكدوا أن هذا الوضع يتكرر يوميًا، في ظل غياب حلول جذرية، معتبرين أن النقل المدرسي، الذي أحدث أساسًا لمحاربة الهدر المدرسي في الوسط القروي، تحوّل في توندوت إلى مصدر جديد لمعاناة الأسر والتلاميذ.
وفي تصريح للجريدة، أوضح أحد الآباء: «ابني يغادر البيت في السابعة صباحًا عبر النقل المدرسي، لكن عند المساء يجد نفسه أمام معاناة حقيقية، إذ قد ينتظر ساعة أو أكثر دون وسيلة للعودة، وأحيانًا يضطر للمشي لمسافة طويلة. هذا الوضع يؤثر على صحته وتركيزه، بل وعلى رغبته في متابعة الدراسة».
الإشكال ذاته دفع العديد من الأسر إلى دق ناقوس الخطر، محذرة من أن استمرار هذا الوضع قد يفضي إلى عزوف بعض التلاميذ عن متابعة دراستهم، وهو ما يتنافى مع الأهداف التي أحدث من أجلها النقل المدرسي.
الجدير بالذكر أن إقليم ورزازات شهد أواخر سنة 2024 تأسيس الجمعية الإقليمية للنقل المدرسي، التي رفعت وعودًا بإعادة هيكلة القطاع وتجاوز اختلالاته. غير أن بوادر الفشل، بحسب شهادات متضررين، بدأت تطفو على السطح مع استمرار الارتباك في التدبير وعدم توفر أسطول كافٍ يضمن تنقل التلاميذ في ظروف إنسانية وآمنة.
وبين انتظارات الأسر وتحديات الواقع، يظل ملف النقل المدرسي بتوندوت، وبالإقليم عمومًا، نقطة سوداء في مسار التمدرس، في انتظار تدخل عاجل من الجهات المسؤولة لإيجاد حلول عملية ومستدامة تحفظ حق التلاميذ في تعليم متكافئ وظروف تنقل لائقة.