أخبار جهويةمجتمع

تخشي يدق ناقوس الخطر: عروض منعدمة والأسعار تلهب الجالية

تشهد المملكة المغربية هذا الصيف تراجعًا ملحوظًا في أعداد مغاربة المهجر العائدين لقضاء عطلتهم السنوية، في تحول لافت يعكس حالة من الإحباط المتزايد وسط الجالية بسبب غلاء المعيشة، والغياب التام لأي إجراءات تشجيعية حقيقية.

وفي هذا السياق، أكد محمد تخشي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بدرعة تافيلالت، أن “الوضع مقلق، والوجهة المغربية بدأت تفقد جاذبيتها لدى أبنائها بالخارج”، مشيرًا إلى أن «الارتفاع الصاروخي في أسعار الفنادق، وغياب عروض موجهة خصيصًا للجالية، واعتبار مغاربة المهجر كـ”سياح أجانب” في الفوترة والتعامل، كلها عوامل ساهمت في تراجع الإقبال».

رغم الخطاب الرسمي الذي يشدد على ضرورة تعزيز العلاقة بين مغاربة العالم ووطنهم الأم، فإن الواقع يكشف تناقضًا صارخًا، إذ يُعامل عدد كبير من أفراد الجالية كأجانب عند ولوجهم للمؤسسات السياحية، حيث تُطبق عليهم أسعار مضاعفة مقارنة بالسياح المحليين، دون تمييز يراعي أنهم مواطنون مغاربة قبل أن يكونوا مقيمين بالخارج.

وتُسجل شكاوى متكررة من ارتفاع تعريفة الإقامة في الفنادق، حيث تجاوزت بعض الأسعار في المدن السياحية الكبرى وحتى المتوسطة قدرة الأسر المهاجرة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر برحلات عائلية.

ويرى فاعلون في القطاع السياحي أن هذه الوضعية ليست فقط مؤسفة على المستوى الرمزي، بل تُفقد الاقتصاد الوطني فرصًا مهمة لضخ السيولة، ودعم التشغيل، وترويج المنتوج السياحي الداخلي، خاصة في الجهات التي تعاني أصلًا من هشاشة اقتصادية، كجهة درعة تافيلالت.

ويضيف محمد تخشي: “لا يُعقل أن نُطلق الخطابات حول مغاربة العالم كل سنة، ثم نتركهم يواجهون واقعًا من الاستغلال واللامبالاة… نحتاج إلى سياسة واضحة المعالم، تضع الجالية في قلب الاستراتيجية السياحية الوطنية، وتُعيد لها الاعتبار كمكون رئيسي في التنمية”.

وفي إطار سعيه لتجاوز هذا الوضع، قدّم محمد تخشي، مجموعة من الاقتراحات العملية التي من شأنها تعزيز جاذبية الوجهة المغربية لدى مغاربة العالم، أبرزها: وضع أسعار تفضيلية خاصة بالجالية في الفنادق والمرافق السياحية، وتقديم عروض موسمية وعائلية مرنة تُراعي طبيعة زياراتهم الصيفية.

كما شدّد على ضرورة تكوين العاملين في القطاع السياحي على احترام هوية الزائر المغربي، عوض تصنيفه تلقائيًا ضمن فئة “الأجانب”، بالإضافة إلى اقتراح إطلاق منصة وطنية خاصة للترويج للسياحة الموجهة لمغاربة المهجر، تُدار بشراكة مع القنصليات والجمعيات النشيطة في بلدان الاستقبال.

ولم يقتصر طرح تخشي على الجانب السياحي فقط، بل دعا أيضًا إلى تشجيع مغاربة العالم على التفكير في الاستثمار المنتج داخل الوطن، وعدم اختزال علاقتهم ببلدهم في السياحة الموسمية فقط، من خلال توفير آليات واضحة، ومرافقة إدارية حقيقية، ومناخ ثقة يليق بكفاءات وتجارب الجالية المغربية بالخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى