رأي

حِيـــــــص بـــِــــيص


هشـــام الإمــــامي

تعتبر جهة درعة تافيلالت ثالث أكبر جهة وطنيا من حيث المساحة  ب 167 132  كيلومتر مربع ، كما تأتي في المرتبة التاسعة من حيث الكثافة السكانية ب، 008 635 1, حسب احصاء 2014.

 كما أن هذه الجهة  تتميز بتركيبة جيولوجية فريدة تختزن مجموعة من المواد المعدنية الأساسية، و كذلك المعادن النفيسة، بما في ذلك الأحجار والصخور الصناعية. كما تعد هذه الجهة الأولى من حيث عدد الرخص المعدنية الممنوحة والمملوكة لنحو 300 شركة نشيطة، تستخرج ما مجموعه 3.1 مليون طن من الخامات المعدنية سنويا، وتوفر نحو 25 بالمائة من فرص الشغل بالقطاع المعدني على الصعيد الوطني، حسب ما صرحت به وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة السيدة ليلى بنعلي إثر زيارتها الأخيرة للجهة، بمناسبة إعطاء انطلاقة قافلة الحرف المنجمية خلال شهر مارس الماضي بورزازات.

كما تعتبر هذه الجهة في (المقابل) من افقر الجهات بالمغرب، بحيث لا يتجاوز الناتج الداخلي السنوي للفرد فيها 15000 درهم في المتوسط، اي ما يعادل 1200 درهم في الشهر.

فكما لا يخفى على الجميع، فالموارد و الثروات الطبيعية التي حبانا الله بها مادية كانت أو لامادية، غنية عن كل وصف أو تعريف. فلا يجدر بنا الإطالة في ذلك حتى يتسنى لنا أن نبحث عن الخلل أين يمكن أن يكمن؛!

أولا ، نجد أن التقسيم الجهوي الجديد لم يراعي شساعة المنطقة التي لا يمكن بأي شكل من الاشكال ، أن تحد من التفاوت الجهوي أو أن تقلص من الفوارق المجالية، التي من أجلها قام المغرب بنهج مجموعة من المقاربات الاستراتيجية في مجال التنمية، وآخرها المقاربة المجالية التي تأخذ بعين الاعتبار المجال لكونه أحد العوامل الرئيسية المتحكمة في التنمية، 

ثانيا، بما أن أبرز الأقاليم بهذه الجهة هي أقاليم ورزازات و  الرشيدية ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقام المشاريع الحيوية كالمراكز الإستشفائية الجامعية و الجامعات و المعاهد  أو الكليات المتعددة التخصصات في الرشيدية، و التي بالمناسبة تتمركز بها أيضا ولاية و مجلس الجهة، لتبقى أقاليم ورزازات و زاكورة و كل المناطق المجاورة  في (حيص بيص)، بين مراكش و أكادير و الرشيدية!

فالمسافة بين ورزازات و الرشيدية شبه مضاعفة مقارنة بين مراكش و شبه متساوية مقارنة بين أكادير ! فأين هي هذه المقاربة المجالية في نظركم يا من قمتم بهذا التقسيم المجحف!؟؟

ثالثا، و بما أن هذه الجهة لديها ثروات هائلة معدنية و سياحية و سينمائية و فلاحية، إضافة إلى العنصر البشري، فهذه الموارد القائمة بذاتها، تكفينا وحدها لحفر نفق تيشكا حتى و لو كان مخرجه في بن كرير؛ مع دمج السكة الحديدية في نفس المشروع بشكل موازي، و تكفينا كذلك لنربط خطين للطريق السيار، واحد إلى حدود تافيلالت؛ و الآخر إلى الحدود الجزائرية في محاميد الغزلان.. كما يمكن أن نشيد مركزين استشفائيين جامعيين في كل من ورزازات و الرشيدية مع جامعتين لكل واحدة منهما، كما يمكن لنا أن نشيد مستشفيات متعددة الاختصاصات بكل أقاليم الجهة، “و يبقى لنا مزال الصرف”، و لن نطالبكم بحقنا لا في الفوسفات و لا في البحرين الملتقيان، يكفينا ذلك أيا من هندستم للجهوية المتقدمة الموسعة..! و إلا فعليكم بتقسيم هذه الجهة إلى جهتين، جهة تافيلالت مرزوكة أو الريصاني، و جهة درعة تودغى دادس أو جهة درعة طاطا سروا أو كما بدا لكم..! المهم و الأهم هو أن تستفيد كل جهة من المشاريع التنموية للحصول على الاكتفاء الذاتي لكل جهة، و ليس تنمية مناطق جهوية على حساب أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى