مجتمعورزازات

عبد الرحمان الدريسي يبرز من جديد في المشهد السياسي الوطني خلال مشاورات التحضير لانتخابات 2026

في سياق الاستعدادات المبكرة للاستحقاقات التشريعية المقبلة، عقد وزير الداخلية، يوم السبت 3 غشت الجاري، اجتماعين متتاليين مع قادة الأحزاب السياسية الوطنية، خُصّصا للتحضير لانتخابات مجلس النواب المزمع تنظيمها سنة 2026، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش.

وقد تميّز اللقاء بحضور لافت لعدد من القيادات السياسية، كان من ضمنهم عبد الرحمان الدريسي، الوجه السياسي البارز عن حزب الحركة الشعبية، والذي لفت الانتباه مجددًا في هذا الموعد الوطني، خاصة في ظل ما يُعرف عنه من مواقف واضحة في الدفاع عن العدالة المجالية والإنصاف الترابي، خصوصًا فيما يتعلق بمناطق الجنوب الشرقي، وعلى رأسها إقليم ورزازات وجهة درعة تافيلالت عمومًا.

ورغم قلة ظهوره الإعلامي وتجنّبه الأضواء، إلا أن حضور الدريسي في هذا الاجتماع الاستراتيجي لم يكن مفاجئًا بالنسبة للمتتبعين، فالرجل يحظى باحترام واسع على الصعيد الوطني داخل الأوساط الحزبية والسياسية، ويُعد من الأصوات الوازنة التي تجمع بين الخبرة الميدانية والرؤية المؤسساتية.

بل إن حضوره في هذا اللقاء الهام يُعدّ في حد ذاته اعترافًا بمكانته ووزنه السياسي داخل حزب الحركة الشعبية، وفي المشهد السياسي الوطني عمومًا، ولولا هذا الوزن لما تم استدعاؤه للمشاركة في هذه المحطة المفصلية المرتبطة بمستقبل التشريع بالمغرب.

لقد ظلّ عبد الرحمان الدريسي، خلال مساره السياسي، وفيًا لهمّ واحد يتقاطع فيه الشأن المحلي مع رهانات الدولة، وهو: كيف نضمن تنمية عادلة تضمن نفس الحقوق للجهات البعيدة كما الجهات المركزية؟
هذا الخط السياسي جعله محل احترام، حتى وسط خصومه، لما يُعرف عنه من نزاهة خطاب واتزان في الموقف، رغم اختلاف السياقات.

بلاغ وزارة الداخلية أشار إلى أن المشاورات السياسية الحالية تأتي تنفيذًا للتوجيهات الملكية الرامية إلى إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، وفتح المجال أمام مختلف الفاعلين السياسيين لتقديم مقترحاتهم بخصوص الإطار المؤطر للانتخابات، قبل نهاية شهر غشت الجاري، قصد مناقشتها والتوافق بشأنها خلال الدورة التشريعية الخريفية.

وبينما تواصل القيادات الحزبية إعداد تصوراتها، تبقى الأنظار موجهة نحو الأسماء الجادة القادرة على التعبير عن هموم المواطن، والترافع بفعالية داخل المؤسسات.

وفي هذا السياق، عبد الرحمان الدريسي لا يبدو فقط ممثلًا لحزب سياسي، بل صدىً لمطالب شريحة واسعة من ساكنة الجنوب الشرقي، التي ظلت لعقود تبحث عن صوت قوي ووازن داخل البرلمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى