درعة.أنفو – محسن عفراني
لا شك في أن سنة 2020 كانت سنة استثنائية بالنسبة للمسرح في العالم بصفة عامة، وبالوطن العربي بصفة خاصة حيت عاشت القاعات المسرحية إغلاقا استمر لعدة أشهر، ولأول مرة أسدل ستار الخشبة إلى أجل غير مسمى، مما أوقف عجلة العروض المسرحية و زاد من قساوة الحجر الصحي، و ذلك في غياب خارطة طريق، للخروج من نفق الإغلاق، ترضي جميع الأطراف. فالأمر لا يهم القائمين على الشأن الثقافي والممارسين فقط، بل يشمل المنظومة الثقافية برمتها نظرا لارتباط المسرح بباقي الفنون، هذا الوضع الإستثنائي لم يوقف شغف العاشقين لهذا الفن ولم يمنح الفرصة للفنانين لايجاد حل لعرض ابداعاتهم أمام الجمهور.
إذا كانت الحركة المسرحية لا تنحصر في العروض فقط، بل تمتد إلى الكتابات المسرحية و الورشات و الكتابات النقدية وغيرها من الأنشطة المصاحبة التي يمكن أن تستمر رغم الإغلاق والتي من شأنها أن تضمن استمرار الحركة المسرحية في ظل الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الجهات المعنية والتي تختلف درجاتها من بلد لآخر، فإن التوجه نحو استراتيجيه جديده تنخرط فيها الإدارة و الفنان على حد سواء تكون قادرة على التأقلم مع الوضعية الراهنة أصبح ضرورة ملحة.
بعد المبادرات التي اتخذتها القطاعات الحكومية الوصية على قطاع المسرح في الوطن العربي في فترة الجائحة، أصبح من المحتم على جميع الفرق المسرحية، وخاصة المحترفة منها، التوفر على آليات الإشتغال الحديثة سواء تعلق الأمر بما هو تقني أو فني، كما أن الوقت قد حان لإنشاء قاعدة بيانات خاصة بالإنتاجات المسرحية على شكل مكتبة وسائطية رقمية تسمح للفاعلين الثقافيين بالإطلاع على كل جديد والاستفادة من كل قديم سواء تعلق الأمر بالعروض المصورة أو الكتابات المسرحية وحتى المناقشات والندوات.
لقد حاولت الإدارات الحكومية المسؤولة عن قطاع الثقافة خلال فترة الحجر الصحي أن تجد صيغة ملائمة لاستمرار الحياة المسرحية باعتبارها الممول الرئيسي للمشاريع الثقافية والفنية بالوطن العربي، ومن دون دعم الدولة لا يمكن للقطاع المسرحي أن يصمد في وجه الأزمات المختلفة، وعليه فإن تنويع المنتوج المسرحي ليشمل المسرحيات المكتوبة و الكتابات النقدية و الورشات وكذا الندوات و المناقشات الفكرية في المجال، أصبح من الضروريات على الفرق المسرحية وخاصة المحترفة منها، وذلك حتى يتسنى للإدارة أن تجد صيغة تمكنها من دعم العاملين في القطاع.
كما أن الوقت قد حان للانفتاح على شرائح جديدة من المستهلكين الثقافيين كمستخدمين الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرهم، والتفكير في العمل على الجانب التسويقي بشكل أكبر، إضافة إلى تثمين الإنتاجات المسرحية المكتوبة منها و المعروضة.
وهذا كله حتى لا يسدل ستار المسرح مرة أخرى.