
في قلب ورزازات، المدينة التي تُقدَّم للعالم على أنها “هوليوود إفريقيا” وواجهة سياحية للمغرب، يظل شارع الراحة شاهداً صامتاً على الإهمال والتناقض بين الخطاب والواقع.
هذا الشارع، الذي ظل لسنوات خاضعاً لإجراءات الحجز قبل أن يُرفع عنه، كان يُنتظر أن يتحول إلى فضاء حضري وسياحي يليق بموقعه الاستراتيجي، لاسيما وهو يوجد بمحاذاة فندق خمس نجوم ومركز تجاري كبير، غير أنّ ما حدث هو العكس تماماً؛ إذ بقي الشارع على حاله مظلماً، مهمشاً، بلا تهيئة، وقد تحول مع مرور الوقت إلى فضاء مهجور يشكل خطراً حقيقياً على الساكنة والزوار.
اليوم، صار شارع الراحة ملجأ للمشردين والكلاب الضالة، ومكاناً قد يشهد حوادث سرقة واعتداء خاصة في الليل بسبب غياب الإنارة، هذا الواقع يثير الكثير من التساؤلات حول جديّة الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن تشجيع الاستثمار وتحفيز السياحة، في حين تُترك مثل هذه النقط الحساسة على الهامش دون أي تدخل.
كيف يمكن لمدينة تراهن على السياحة والاستثمارات أن تغض الطرف عن شارع في موقع استراتيجي أصبح مصدر قلق وخوف بدل أن يكون واجهة حضارية؟ وكيف يمكن إقناع المستثمرين بجدوى ضخ أموالهم في مدينة لا تعطي الأولوية للبنية التحتية الأساسية؟
إن وضع شارع الراحة اليوم ليس مجرد حالة حضرية معزولة، بل هو مرآة لسياسة تدبيرية يشوبها الكثير من التناقض. فبينما تتوالى المشاريع الكبرى، تبقى تفاصيل بسيطة لكنها جوهرية، مثل هذا الشارع، شاهدة على غياب الرؤية المتكاملة، وعلى إهمال يسيء إلى صورة ورزازات أمام ساكنتها وزوارها.