مروان قراب
تمكن الصحفي والإعلامي الشاب يوسف الكوش، مؤخرا من احتلال المرتبة الثانية عالميا، باعتباره الممثل الوحيد للمغرب في المسابقة العالمية للإعلاميين الشباب التي اختتمت فعاليتها بعاصمة الأورغواي “مونتيفيديو”.
ومثل يوسف الكوش المغرب في هذا الحدث السنوي، كصحفي بالجريدة الإلكترونية “الجهة 8″، والمنظمة من طرف المنتدى العالمي للصحفيين الشباب، بموضوع “قوارب الموت..” .
وتناولت مشاركة الكوش الذي ينحدر من مدينة الراشدية (جهة درعة تافيلالت) عبر موضوع “قوارب الموت”، عدت قضايا مرتبطة بالهجرة من حيت الأسباب والمغزى والطموح وفقدان الأمل، تم الاصطدام بحقائق و وقائع جارحة ومظلمة.
ودخل الكوش هذه المسابقة العالمية بموضوع الهجرة أبحر في يمه، وغطس في صعوبته بعمق في تجارب شباب ينحدرون من جهة درعة تافيلالت بالمملكة المغربية، عقدوا العزم على اختيار مرجان ولؤلؤ الهجرة، ورسوا على قوارب الموت بدل من قوارب الفشل في الجنوب الشرقي للمملكة، وذلك للعبور إلى ضفة يتأملون حلمهم المفقود، لعلهم يلامسون خيوط ذاك الأمل المتعثر والشاحب في الوطن الأم.
لكن بالمقابل تناول موضوع الكوش، ملامسة الجوانب الشاقة واليائسة التي وقف عنها الصحفي الشاب في مادته، التي وضع عين الجنوب الشرقي للمغرب، على مأساة وتجربة هؤلاء الشباب المتمزق الكبرياء، وكشف لنا بكل جرح عن آمالهم وانكساراتهم، واضعا حبر قلمه (تدواة) عن الجرح ليداوي جراح عائلات تحطمت أمالها في فقدان اعز ما ملكت في الحياة، كاشفة معانات اسر متجدرة الأصل، لكن منكسرة الآمال والطموح، والتنازل عن الكبرياء بكل مرارة بصمت إعلان فقدان فلدات الكبد عن طريف الهجرة نحو المجهول.
قد تكون التهنئة واجب عن ما أحرزه الزميل يوسف الكوش، وهذا طبيعي، لكن من غير الطبيعي أن لا نؤمن بشباب كفئ من أبناء الجنوب الشرقي وبالضبط جهة درعة تافيلالت، قد نتفق أو ربما نختلف، لكن للاسف في اتفاقاتنا واختلافاتنا نضر بجهتنا وأقاليمها وساكنتها من خلال النوايا والحساسيات والحسابات السياسية تجعل من درعة تافيلالت وساكنتها ثور الحلبة الكل يتشفى منها ويضحك عنها، فلابائس أن ننقد هذه الجهة المعطوية التي يعتبر ساكنتها غياب التنمية الحقيقية بها وغياب ارادة حقيقة من قبل الحكومات المتعاقبة، وكدا اقصائها من السياسات العمومية بمثابة بحر الهجرة الذي يحتضن قوارب الموت بالجنوب الشرقي للمغرب.
للاشارة، تمكنت الصحفية البيروفية، الشابة ” مانويلا دي لامار سنطوس” المشاركة بموضع يحمل عنوان ” الانسانية”، من تحقيق المرتبة الأولى بالمنتدى الدولي الذي شهد مشاركة 53 صحفيا وصحفية يمثلون أحدى عشرة دولة من مختلف بلدان العالم في الحدث المنظم بعاصمة الاوروغواي التي تقع في أقصى جنوب أميركا اللاتينية على ضفاف نهر “دي لابلاتا” (النهر الفضي).